الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والتوتر يعيقانني عن التفكير بأمور حياتي، كيف الخلاص؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أبلغ من العمر 32 سنة، ومنذ كان عمري 25 سنة بدات أشعر بحالة من القلق والضيق، إضافة إلى كثرة التفكير وخاصة في المستقبل والمجهول، وكل الأفكار تكون سلبية وتشاؤمية تخص الأهل والعمل والزواج.

كل أفكاري تكون سلبية، فمثلا أخاف من موت شخص من أهلي، أو أنني سوف أطرد من العمل، وإن طردت من العمل كيف سأتزوج، وإن تزوجت أخاف أن يقع الطلاق، أو لا أستطيع أن أتكفل بعائلتي وأصرف عليها.

أصبحت دائم التفكير وكأنني في دوامة من فكرة سيئة إلى أخرى أسوأ منها، حتى إنني لم أعد أقوى على الخروج من المنزل، واستقلت من عملي وأصبحت حبيس غرفتي لمدة تزيد عن 5 أشهر، إلى أن اختفت كل هذه الأفكار لوحدها دون علاج أو أدوية، وبعدها بسنتين أصبت بالحالة ذاتها، استمرت معي لمدة 8 أشهر، استعملت دواء اسمه Sédatif PC ساعدني في تخطي الأزمة.

الآن بعد أكثر من 4 سنوات عدت طبيعيا وتوظفت، ومنذ شهرين تقريبا عدت كما كنت سابقا، وزادت الأفكار سوادا، واستعملت الدواء ذاته لكن دون تحسن، فأجريت الحجامة والرقية الشرعية لكن دون جدوى، حتى أصبحت أتوقع أن أصاب بالمرض مجددا.

كرهت الحياة من قوة مشاعر الحزن والخوف والأفكار التي تسيطر علي، لم أعد أرغب في أي شيء، لا أريد سوى المكوث في بيتي والنوم، حتى النوم أصبح متقطعا لا أستطيع التفكير في شيء، كل الطرق أراها مغلقة.

أخاف أن أفقد عملي، وفي الوقت ذاته اقتنعت بتأسيس عائلة، لكنني إن بدأت بالتفكير بالموضوع تزيد حالتي سوءا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ما حصل معك في الأول من أعراض هي أعراض قلق وتوتر، والشخص القلق دائمًا يكون غير مرتاح، ومتشائمًا، ويتوقع حدوث الأسوأ دائمًا، ويحمل همًّا كبيرًا وكثيرًا للمستقبل، ممّا يجعله دائم التفكير وغير مرتاح.

والآن رجعت أعراض القلق مع بعض أعراض الاكتئاب، وهذا دائمًا يحصل، إذا استمر القلق لفترة طويلة ولم يتحسن الشخص، فتُصاحبه أعراض اكتئاب.

أمَّا بخصوص العلاج: العلاج إمَّا علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًّا، أو الاثنان معًا، ويُستحسن دائمًا أن يكون العلاجان معًا.

بخصوص الدواء الذي استعملته في الأول (سيرتيف) هو من الأدوية البديلة، وهو طبعًا ليس من الأدوية التقليدية في الطب النفسي مثل مضادات الاكتئاب أو القلق، ولكنه من الأدوية البديلة، قد يتحسّن الناس عليها، ولكن دائمًا هي خاضعة طبعًا لدراسات مُحددة وواضحة، لذلك – أخي الكريم – أرى الآن: طالما هذه الأعراض عادت مرة أخرى وأثرت على حياتك بصورة واضحة فيستحسن أن تلجأ إلى الأدوية النفسية المعروفة، والتي عادة تُعالج الاكتئاب والقلق، ولعلَّ دواء مثل الـ (سبرالكس/اسيتالوبرام) يكون من الأدوية الفعّالة في حالتك، لأنه يُعالج القلق والاكتئاب، وجرعته عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة (خمسة مليجرام) لمدة أسبوع بعد الإفطار، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج للاستمرار عليه لفترة طويلة، حتى تختفي هذه الأعراض ولا تعود، والفترة الطويلة هي عدة أشهر.

طالما استمررت على السيرتيف ثمانية أشهر فهذا الدواء (السبرالكس) على الأقل يجب أن تستمر عليه ستة أشهر، حتى بعد زوال كل هذه الأعراض، ثم بعد ذلك تسحبه بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع.

والعلاجات النفسية التي تُساعد في علاج القلق والاكتئاب هي عادة إمَّا أن تكون علاجات تؤدي إلى الاسترخاء العام مثل الاسترخاء عن طريق الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس (الشهيق والزفير)، أو بالعلاجات السلوكية المعرفية عن طريق معالج نفسي.

وهناك أشياء يمكن أن تفعلها بنفسك تُساعد في الاسترخاء، مثل الرياضة، بالذات رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، أو ممارسة تمارين رياضية في المنزل، هذه تُساعد على الاسترخاء، وتساعد على زوال أعراض القلق والتوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية صانع الإبداع

    أحسن الله إليكم، موقع مفيد.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً