الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية.

السؤال

السلام عليكم.

إلى الدكتور/ محمد عبد العليم، استشارتي متعلقة باستشارة سابقة.
المنيتران ليس ريمانون المنيتران اسمه العلمي (Minitran (Amitriptyline Hydrochloride Perphenazine ))، وشخص طبيب حالتي على أنها انفصام، ولكن مع احترامي للطبيب لا أعتقد أن ما أعانيه من أعراض هي أعراض انفصام، سأذكر لك الأعراض:
- لدي حالة إحباط وخمول، وكسل؛ لأنني لم أتزوج حتى الآن، وأيضا لم أجد وظيفة مناسبة.
- أعاني من أرق شديد في الليل حتى وأنا أتناول تلك الأدوية أحتاج لزناكس جرعة 2 ملجرام حتى أنام.
- وأعاني من نظرة المجتمع المحيط بي السلبية.
- أشعر بالخوف والرهبة عند الخروج من المنزل بأن يصادفني موقف محرج.

والدتي كبيرة في العمر، وأشعر دائما بالقلق وعدم الارتياح والخوف عليها حتى عند خروجي من البيت،
أريد أن أخرج من هذه الدوامة ولكن ليست بتلك الطريقة من الأدوية الموصوفة لي والتي هي للانفصام؛ لأنني لا أعاني من هلوسات، أو ضلالات فكرية، أو تهيؤات، أو سماع أصوات.

أريد مساعدتك يا دكتور بأدوية تخرجني من هذه الدوامة بتشخيص صحيح لواقعي، مع العلم زرت أكثر من طبيب أحدهم شخصني بحالة الفصام، وآخر بحالة اكتئاب، ولم أقتنع بتشخيصهم، ولم أرتح على أدويتهم كثيرا.

في الآونة الأخيرة طلب مني الدكتور أن أرفع جرعة السوليان إلى 400 ولكني رفضت، هناك عارض هو أنني أزداد سوءا وقلقا ووساوس ومخاوف في كل فصل شتاء من كل عام، فما هو السبب؟

وكذلك أحيانا عندما أشعر بالحزن وأنا نائم أستطيع النوم بشكل طبيعي، ولكن عندما يرتفع مزاجي كما تسمونه بعلم النفس بمعنى أنشرح وأبتهج اتقلب كثيرا ويصيبني الأرق ولا أنام، فما تفسير هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: قطعًا من حقك أن تُناقش الطبيب في الأعراض، وأن تتأكد من موضوع التشخيص، هذا مهمٌّ جدًّا، وقطعًا الطبيب الذي قام بفحصك هو الأقرب في تحديد التشخيص.

أنا لا أرى حقيقة أنك تعاني من أعراض فصامية واضحة، أعراضك بالفعل تتمركز حول قلق المخاوف، وكذلك الاكتئاب النفسي المصحوب بافتقاد الدافعية، والكسل والخمول، وأنت تحدثت وتطرَّقت لثنائية القطب، اتضح الآن أن هنالك الكثير من الناس الذين يُشخِّصوا كاكتئاب نفسي لفترات طويلة ويكون الاكتئاب مقاومًا جدًّا للعلاج، ويتضح بعد ذلك أنه لديهم شيء من ثنائية القطب.

فيا أخي الكريم: أنا أعتقد أنك إذا تمّ معالجة حالتك على أنه لديك اكتئاب نفسي مُزمن مع مخاوف وقلق، وهذا الاكتئاب غالبًا هو جزء من ثنائية القطب، إذا تمّ العلاج على هذا الأساس أعتقد أن الأمور قد تتحسّن كثيرًا.

السوليان: دواء ممتاز جدًّا لتعديل المزاج وتثبيته، وجرعة الأربعمائة مليجرام تعتبر جرعة رائعة جدًّا، فيمكنك الاستمرار عليه، وأعتقد أن الدواء الجيد الآخر هو الـ (زيروكسات) والذي يُسمَّى علميًّا (باروكستين)، لأنه لديك قلق ولديك مخاوف ولديك ثنائية القطب – كما تفضلت، وحولها بعض الشكوك - والزيروكسات يُعرف عنه أنه يدفع الإنسان نحو القطب الانشراحي، فربما تبدأ بنصف حبة 12,5 مليجرام، من الزيروكسات CR، وبعد أسبوعين أو ثلاثة تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا، وأعتقد أن هذه سوف تكون جرعة مناسبة جدًّا.

أنت تتناول السوليان – كما ذكرنا – بجرعة محترمة، لكن يمكن أن تُحسِّن نومك أيضًا بتناول الـ (كواتبين/سوركويل) بجرعة خمسة وعشرين إلى خمسين مليجرامًا ليلاً، ويجب أن يكون السوركويل العادي وليس بطيء الإفراز أو طويل المدى، لأن طويل المدى لا يُحسّن النوم كثيرًا.

ويا أخي: لا تنس أبدًا العلاجات غير الدوائية، هذه مهمّة جدًّا: أن تتريض، رياضة المشي رائعة جدًّا، أن تكون شخصًا متفائلاً، أن تتواصل اجتماعيًّا، تحرص على صلاة الجماعة، تشغل نفسك دائمًا بما هو مفيد وجيد. ويا أخي الكريم: اسأل الله تعالى أن يُسهل لك أمر العمل، لأن العمل مهمٌّ جدًّا، العمل يُحسِّن الدافعية عند الإنسان، ويُطوّر المهارات كثيرًا، ويقضي على المشاعر السلبية، ويُحسن الصحة النفسية والجسدية.

زيادة الأعراض في فصل الشتاء: هذا أمرٌ معروف، هنالك بعض الناس لديهم هذه القابلية، حتى نعرف تمامًا أنه يوجد نوع من الاكتئاب الموسمي في الدول الإسكندنافية، الاكتئاب يأتي فقط في فصل الشتاء، وهنالك نظرية تقول أن الإنسان إذا عرَّض نفسه لأشعة الشمس في فصل الشتاء يكون أفضل، لأن ذلك سوف يؤدي فرصة لبناء مادة المليتونين، وهذا يُقلل من الاكتئاب والوسوسة والمخاوف.

أمَّا فيما يخص تحسّن النوم مع تعسّر المزاج أو الشعور بالحزن: فهذه ظاهرة معروفة جدًّا والتفسير المتفق عليه هي أن بعض الناس حين يُصابون بالكآبة أو الحزن ينسحبون نحو النوم، يُعتبر النوم مهربًا بالنسبة لهم، وهذا المهرب قد ينسيهم قليلاً من صعوباتهم ومشاكلهم. إذًّا هي عملية بيولوجية تعويضية، النوم يعتبر مهربًا، وليس نومًا صحيًّا.

أمَّا فيما يخصّ ظهور الأرق عند ظهور القطب الانشراحي: فهذا الظاهرة أيضًا معروف بأن زيادة الطاقات النفسية والجسدية المصاحبة لنوبات الهوس تعطي الإنسان شعورًا بأنه ليس في حاجة للنوم أصلاً، لذا تجد ساعات النوم تقلّ، ويحدث الأرق دون أن يشعر الإنسان أنه يعاني من أرق حقيقي.

إذًا هذه هي التفسيرات، وأنا أشكرك كثيرًا على هذه الأسئلة الجيدة والهامة، وكذلك ثقتك في إسلام ويب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً