الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ الصغر كنت أشعر أحيانا بالقلق أثناء طفولتي بدون سبب لمدة يوم ويختفي القلق، في المراهقه أصبحت أشعر بالقلق المفاجئ أحيانا والقلق أثناء الامتحانات حتى المرحلة الجامعية.

ولكن منذ مرض والدي زاد القلق، ولم أعد أستطيع التحكم فيه، فكلما اشتد المرض بوالدي تنتابني نوبات قلق، أو عندما يكون هناك حدث هام في حياتي كنت أصاب بنوبة قلق تستمر معي حوالي ٦ شهور، فذهبت للطبيب، فكتب لي فلوكستين لمدة شهر، وتريبتازول ٢٥ ملجم، ثم تريبتازول ٢٥ فقط عندما بدأت في التحسن، ثم توقفت عن الدواء لمدة سنة، وكنت بخير، لكن تنتابني نوبات قلق أحيانا، فكنت أعلم أنها ستستمر أسبوعا وتنتهي، فكنت آخذ الدواء خلال هذه الفترة.

ثم ذهبت للطبيب عندما جاءت النوبة بسبب حدث معين مجددا لأعالج المشكلة من جذورها حتى لا أحتاج للدواء، فكتب لي فلوكستين لمدة أسبوعين ٢٥ ملجم، وتريبتازول ١٠ ملجم، وبعدها تريبتازول ١٠ ملجم لمدة شهر، وقال لي يمكنك الاستمرار على هذا الدواء طول عمري أو لمدة شهر، وتتوقف عنه إن أردت.

مشكلتي الآن أن النوبة جاءت مجددا وأنا ما زلت أتناول تريبتازول ١٠ ملجم، وأشعر بالقلق الشديد، فهل أتناول فلوكستين لمدة أسبوعين كما كان الطبيب يكتبه لي أثناء النوبات مع التريبتازول؟ وهل هذا القلق سيظل مستمرا معي كلما غيرت نمط حياتي وأصبحت جيدة سيهاجمني مجددا؟ وهل من الأفضل الاستمرار على العلاج مدى الحياة أم يمكن أن أتحسن وأتركه؟ وهل يوجد علاج بديل بالأعشاب عن دواء القلق؟ وعلاج بديل لدواء الاكتئاب والقلق عند حدوث النوبات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إنجي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك تعانين من الشخصية القلقة، أو أن القلق أصبح نمطًا من أنماط شخصيتك، والفرق بينه وبين القلق كمرض:
أن الشخصية القلقة يكون عندها نمط القلق منذ الطفولة أو منذ عمر الـ 18 بالأحرى، ويستمر معه على طول، وكما وصفت أنت بدقة تزداد هذه الأعراض عند مواجهة حدث من أحداث الحياة، ولكن غير ذلك يكون الشخص بالرغم من أنه قلق ومتوتر متعايش ويستمر في حياته الطبيعية.

أمَّا القلق كمرض فيبدأ من زمن معيّنٍ مثلاً وأعراض مُحددة تستمر لفترة محددة وبعدها تختفي بالعلاج أو بدون علاج تختفي وتقلّ.

فيبدو أنك من الشخصيات التي تعاني من القلق في الشخصية، وتزداد الأعراض عند حدوث شيء ما في حياتك، وهذا ما يحصل معك.

علاج الشخصية القلقة – أو عندما يكون القلق نمطا من أنماط الشخصية – علاجه الأساسي هو علاج نفسي، وليس علاجًا دوائيًا، العلاجً النفسي من خلال جلسات نفسية مع معالج نفسي، تستمر لفترة من الوقت، يتعلّم الشخص فيها كيفية الاسترخاء، والتحكّم أو على الأقل تخفيف القلق الذي يعاني منه.

أنا شخصيًا لا أميل للتنبؤات، الطبيب لا يستطيع التنبؤ بما يحدث، والأشخاص يختلفون في مآلات القلق عندهم، بالذات الشخصية القلقة، فبعضهم بعد فترة يتكيّف ويعيش حياته حياة طبيعية، وبعد ما يختفي القلق لفترات طويلة، وبعضه يأتي ويذهب، لذلك لا نستطيع أن نحكم بما يحصل في المستقبل ونقول لك أنك يجب أن تأخذي العلاج بقية عمرك.

أنا أفضّل عندما تأتي نوبة شديدة أن تأخذي العلاج لفترة محددة مثلاً، والفلوكستين – مثلاً – هو يحتاج إلى أسبوعين لأن يعمل، فتحتاجين على الأقل عندما تحصل نوبة أن تأخذيه لفترة شهرين مثلاً، ثم تتوقفي عنه بدون تدرُّج ، أمَّا الـ (تربتزول) فيمكن أن تأخذيه لفترة مثلاً ثلاثة أشهر، وبعد ذلك تتوقفي عنه.

العلاج البديل كما ذكرتُ في بداية الاستشارة هو العلاج النفسي، هو العلاج الأفضل لعلاج الشخصية القلقة أو القلق كنمط من أنماط الشخصية.

وأيضًا في هذا العلاج النفسي تتعلمين كيفية الاسترخاء، الاسترخاء إمَّا عن طريق العضلات، أو الاسترخاء عن طريق التنفّس، وتمارسينه كلما أحسست بقلق وتوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً