الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشاكل الأسرية ودورها في إفساد الصحة النفسية وزرع المخاوف في النفس.

السؤال

السلام عليكم.
أكتب لكم لعلي أجد الحل الذي لم أجده عند أحد، أنا شاب في الـ16 سنة من عمري، أعيش الدنيا المرة بالفعل، فأنا أعاني الدمار الشامل بفعل الشخصية التي أملك، أنا أعيش في عائلة لا صلة لها بالعائلات، إخوتي يضربون أخواتي باسم الإسلام، أبي لا يعرف معنى الأبوة، أخواتي فقدن الأمل في الحياة.

رأيت في عمري ما لا يراه إنسان، رأيت محاولات قتل، ورأيت أموراً أسوء، لا أتمكن من سرد كل ما جرى لي، لكن اعلموا أن ما حصل لي لا يتصوره العقل.

اليوم أنا أعاني الخوف الرهيب، عندما أسمع مجرد صرخة أشعر كأن قلبي سيتقطع من شدة الخوف، وعندما أسمع معارضة إحدى أخواتي لأحد إخوتي قلبي يرتج.

أخاف من أتفه الأمور، أخاف عندما أشاهد خطابات الرئيس التي يطلب فيها الاعتذار من فرنسا، أخاف من أسخف الأسباب بالفعل، وأيضاً أنا سريع الانهيار لا أستطيع المقاومة أبداً، ولا أثبت على رأي واحد، وأستسلم للأمور بسرعة، أذكر لكم مثالاً لهذا، فأنا إذا فقدت مالاً لم أهتم بالبحث عنه، وكذلك أنا عندما كان عمري 12 سنة اتهمتني إحدى المدرسات أنني غششت في الامتحان، ورغم أنني لم أفعل إلا أنني اعترفت لها بذلك، والانهيار القياسي هذا يحدث لي في كل الميادين ولا يسمح لي أن أتم أي شيء أبدؤه.

أرجوكم أن تساعدوني لإيجاد الحل للمشكلة التي تؤرقني دائماً.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mourad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت لا زلت في مقتبل العمر، وهذه الصعوبات التي تحدث لك من جانب الأسرة لن تكون دائمة إن شاء الله، ولا شك أن شخصيتك في مرحلة التكوين من الناحية العاطفية ومن الناحية الوجدانية.

المبدأ الأساسي في الصحة النفسية هو: مهما كان الإنسان يعيش في ظروف قاسية، فيمكنه أن يبدل الكثير من السلبيات إلى إيجابيات، والخوف الرهيب الذي وصفته أرى أنه أمر مؤقت، وهو نوع من التفاعل الظرفي.

عليك أن تفكر في المستقبل بصورةٍ أكثر إيجابية، وأن تحاول إسداء النصح لمن حولك حتى لأبويك، وعليك أن تستغل لحظات الصفاء في الأسرة مهما كانت قليلة، فلحظات الصفاء هي أفضل الأوقات للحوار والحوار الفعال، ولن تحل مشكلة في داخل الأسرة إلا عن طريق الحوار، وفي ذات الوقت يمكنك أن تتخير من يناسبك في تفكيرك من إخوتك وتجعل منه سنداً لك، وتناقش الصعوبات الموجودة في الأسرة؛ لأن مجرد الكلام والتفريغ الداخلي فيه الكثير من الفوائد العلاجية النفسية بالنسبة لك، كما أن إجراء النقاش والتشاور مع إخوتك ربما يؤدي في نهاية الأمر إلى أفكارٍ جيدة وإيجابية تستطيع من خلالها كمجموعة مواجهة الصعوبات الأسرية ووضع الحلول التي تكون إيجابية .

أنا لست قلقاً على ما ينتابك من مشاعر في هذه المرحلة؛ لأني أعتقد أن هذا الأمر أمر مؤقت، وتدل الآن بعض البحوث أن الشباب الذين يتعرضون لضغوط نفسية ربما تكون هذه الضغوط في المستقبل عنصراً إيجابياً لأنها سوف تقوي شخصياتهم وتؤدي إلى نضوج عاطفي واجتماعي مبكر .

هنالك أمر آخر، وهو أن تحاول أن تسخر وتصرف كل طاقاتك النفسية نحو التحصيل الدراسي؛ لأن التسلح بالعلم سوف يكون خير معين لك في مستقبلك؛ حيث أنه لن يكون مجدياً أن تجد نفسك قد بلغت سن العشرين على سبيل المثال وأنت لم تحضر نفسك للحصول على مؤهل .

أخيراً: أرجو أن تكون أكثر إيجابية، وأن تتبع الإرشادات النفسية السابقة، ولا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي .

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً