الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكتفي بوصفة الطبيب الهضمي أم أراجع طبيبا نفسيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبت بالتهاب اللوزتين، وبسببه أصبح لدي عسر البلع، فاختنقت بالطعام، وشعرت بالخوف، وتوقفت عن الطعام، ولم أعد آكل شيئا حتى تعافيت من الالتهاب، لكن أصبح عندي مشكلة، وهي أني عندما ينزل الطعام إلى المريء وأقوم بدفعه لينزل للأسفل يحدث رد فعل بحيث كل جسمي يرتعش خوفاً، ويدي تمسك رقبتي، وأحيانا أختنق، لأني أحس أن المريء تقلص جدا من شدة الخوف.

ذهبت لطبيب اختصاص جهاز هضمي، وعملت منظارا للمريء، وكان سليما، وتبين أنها مشكلة نفسية، فوصف لي Clobazam 10 mg حبة ليلا، ونصف حبة صباحا، ونصف حبه ظهرا، ووصف لي cipralex 10 mg حبة ليلا، لمدة 10 أيام، فهل العلاج سليم وجيد، أم أراجع طبيبا نفسيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه – أخي الكريم – هو رهاب البلع، وهو نوع طبعًا من اضطرابات القلق، وعلاجه يتمثل في علاج القلق والتوتر.

أمَّا بخصوص العلاج الذي كتبه لك طبيب الباطنة فهو من حيث المبدأ لا غبار عليه، ولكن توجيهاته ليست كما ينبغي.

الـ (Clobazam) هو مُهدئ ومضاد للقلق، ولكن يجب استعماله لفترة قصيرة، أسبوعين، ثم بعد ذلك يتم التوقف منه، ويكون بعد ذلك عند اللزوم.

الـ (cipralex) هو العلاج الأمثل لحالتك، وهو من فصيلة الـ SSRIS، ولكن عشرة أيام غير كافية على الإطلاق، بالعكس مفعوله يبدأ بعد أسبوعين، وعليك بالاستمرار في تناوله لفترة لا تقلّ عن شهرين، حتى تختفي هذه المخاوف نهائيًا، وبعدها يمكن الاستمرار عليه لشهرٍ آخر لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم إيقافه بعد ذلك.

هذا من ناحية عامة، ولكن إذا كان متيسرًا الذهاب إلى اختصاص أمراض نفسية فهذا هو الأفضل، لأن مشكلة نفسية في المقام الأول، وليست مشكلة عضوية، وهنا مهمّة الطبيب النفسي هي متابعة الدواء ومتابعة الأعراض، ويعرف متى يزيد الجرعة أو يُوقف الدواء أو يغيّره إلى دواء آخر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً