الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفتاة مطلوبة لا طالبة

السؤال

حقيقة لا أعرف إن كانت لي مشكلة أم لا.
أنا فتاة عمري (21) عاماً، عادية جداً، هادئة، عنيدة، وخجولة للغاية، وقد كنت طفلة مشاكسة، ولكني لا أحب اللعب مع الأطفال الذين أبداً ، ولا حتى الأخت التي تكبرني بعامين، اقتضت ظروف الأسرة أن أنتقل ما بين منزل الأسرة ومنزل الجدة لمدد طويلة على فترات متباعدة في سن صغيرة جداً "4سنوات"، وأنا الآن في كلية عملية أحببت مجالها وأنا في الخامسة من عمري تقريباً.

أدرس الآن في العام الرابع من الخمسة أعوام دراسية، وكانت تقديراتي ولله الحمد ما بين الجيد جداً والامتياز.
عذراً على المقدمة الطويلة، ولكن من المهم أن أذكر أنني لم أخض في حياتي أي تجربة عاطفية بإرادتي، ربما لأنني لا أثق في أحد بسهولة ، أو لأنني أجبن من أن أقوم بشرف المحاولة.

ولكن يحدث دائماً ما ليس لنا فيه يد أو إرادة، ففي العام الأول شُدّت حواسي إلى من أراد الله أن أنتبه لوجوده، فهو من قسم آخر، وعجباً فهو يجلس في محاضرات قسمي النظرية، وحتى يأتي إلى المحاضرات الخارجية بلا خجل أقول لكم ما جذبني إليه "خطوته الهادئة ونظرته الودود" فخطوته ليست هذه الخطوة الضعيفة المستكينة، ولا تلك الخطوة الغرورةِ المختالة، ونظرته ليست هذه النظرة المترددة ولا تلك النظرة الطامعة في المزيد.

وظللت أنا وما أشعر به في شد وجذب شديدين حتى قرابة انتهاء العام الدراسي الثاني، شعرت بحاجة إلى نصيحة فأخبرت والديّ كل على حدة، فكان قول والدي ألا أنتظر من الآخر محاولة البدء، وأنا على هذا الجبن من أن أتحدث إليه، وكان قول والدتي أن أبدأ الحديث بأي مبرر وإن خفت الظن السيئ بي فتصرفاتي ستكفل رد هذا السوء، ولكني في ذلك العمر وتلك الشخصية شديدة الخجل لم يكن ذلك ممكناَ، أخبرت صديقة أثق بها فعرفت هي اسمه صدفة فاسمه متميز، يا فرحتي سأتمكن من معرفة مستواه الدراسي ودرجاته، ولكن للأسف فهي ليست بالدرجات المشرفة.

وبما أنني لا أعرفه من الأصل فقررت أنني لا أريد من يقصر في مسئوليته كطالب، فهذا عندي له مغزى، ومن العام الثاني حتى الرابع الآن أتجاهل وجوده أينما كان موجوداً، ولكن من العام الأول إلى الآن تطور تفكيرى، أصبح أعقل وخصوصاً أنني أنحيت قلبي جانباً .

ولكن ليس لي من مشاعري أمراً ، فأنا أراه الشخص الذي يهذب معي أخلاق أطفال صغار، أراه هادئاً خفيض الصوت، ومنذ عام كنت قد طلبت من صديق لي في مقام الأخ أن يصادقه ليعرف عن قرب أخلاقياته، ولكني لم أجد مساعدة من هذا الصديق.

أستخير الله كثيراً في هذا الأمر ورأيتني في مرة ألبس جلباباً أبيض من الكتان بأكمامه تطريز ملون وأنا فرحة بهذا الجلباب.

أتمنى أن أعرف رأياً آخر فيما أشعر! وفي نصيحة والدتي! وفيه هو وهل الرؤى في الاستخارة تعنى بالفعل شيئاً ذا أهمية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الكريمة الفاضلة / منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك متفوقة دائماً، وأن يعز بك دينه، وأن يشرفك باستخدام علمك وشهادتك في الدعوة إليه، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعته.

وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فأرى أن المولى جل جلاله قد أنعم عليك نعم عظيمة لا تعد ولا تحصى، ومن أهمها صفة الخجل الذي يسميه الشرع حياءً، والحياء كله خير، وهو شعبة من أعظم شعب الإيمان، خاصة للمرأة المسلمة، فاحمدي الله على هذه الصفة التي حماك الله بها من شرور لا تحمد عقباها.

وفيما يتعلق بهذا الشاب؛ فالأصل أن الرجل إذا رغب في الزواج من أي فتاة عليه أن يبدأ هو بالخطوة الإيجابية التي تدل على صدقة وجديته، وهذا هو المقرر شرعاً وعرفاً، أما فكرة والدتك أو والدك فأرى أنها مخالفة لروح الشريعة ولفطرة الفتاة المسلمة التي أكرمها الله بالحياء مثلك، حتى أنني أرى أن مجرد طلبك المساعدة من زميلك خطوة لا داعي لها؛ لأنها على الأقل أشعرت هذا الزميل بضعفك وحاجتك إلى مساعدته، وأنت أساساً في غنى عن ذلك من فضل الله ورحمته.

لذا أرى ترك هذا الموضوع لأقدار الله، فإن كان قد قدره الله لك فهو يعرف الطريق إلى تحقيق ذلك، وأرى ألا تقومي بأي دور إيجابي الآن؛ لمنافاة ذلك للشرع والقيم الإسلامية الأصيلة، فالمرأة دائماً مطلوبة وليست طالبة، فلا يليق بفتاةٍ صالحة مثلك أن تبدأ خطوة تقلل من شأنها أو تتنافى مع شرع ربها، وإنما عليك الدعاء والتضرع إلى الله أن يرزقك الزوج الصالح المناسب سواءً أكان هذا الشاب أم غيره، ولا تتعجلي فسوف يأتيك رزقك ليطرق بابك بإذن الله في الوقت الذي قدره الله.

وأما بالنسبة للرؤيا: فأرى أنها ترجح فعلاً أن يكون هذا الشاب من نصيبك وليس معنى هذا أن تعرضي نفسك عليه -معاذ الله-، وإنما عليك بنفس الطريقة التي تتعاملين بها معه ومع غيره، واعتزي بدينك، وسوف يأتيك هو بنفسه دون تدخل منك إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً