الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انا وإخوتي نعاني من رهاب اجتماعي.

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من أعراض اشك في أنها رهاب اجتماعي، أخشى قول أي فكرة أو رأي أمام الناس إلا إذا كان هناك شخص واحد فقط، أخاف من الاستهزاء بي، إذا أعطيت لي الكلمة في وجود أشخاص كثر فجأة يبدأ قلبي بالنبض بسرعة، وأشعر بسخونة في الوجه، وينشف ريق فمي، ويرتجف صوتي بشكل لافت كأنني مرعوبة من شيء، وعلى وشك البكاء..

لم يكن هذا حالي قبل سن الثامنة عشر، ولا أذكر أني عانيت من موقف محرج أو انتقاد سلبي، غير أنني تلقيت تربية صارمة، وعشت في عنف شديد وانتقاد سلبي من طرف والدتي على كل فعل أو قول وتحقير بدون سبب، سوى أن ذلك هو طبع أمي.

وللعلم كل أخواتي وإخواني يعانون من نفس المشكلة، وبعضنا يتأتئ بشدة، هذه الأعراض لم تظهر علينا إلا عندما كبرنا فما السبب؟ وما السبيل الى العلاج؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً الأعراض التي ذكرتِها هي أعراض رهاب اجتماعي واضحة، وأسبابه قد تكون طبعًا التربية العنيفة أو التربية الصعبة تلعب دورًا أو عاملاً في الرهاب الاجتماعي، لأن الطفل لا يُعطى فرصة لأن يُعبّر عن رأيه بصراحة، وأن ينطلق في الحديث وفي النقاش، وهكذا عندما يكبر يصبح يُعاني من الرهاب الاجتماعي أو الخوف من أن يقول شيئًا أمام الناس لكي لا ينتقد أو يُستهزَئُ به.

وعلاجه علاج سهل، إمَّا علاج دوائي أو علاج نفسي سلوكي معرفي.

والعلاج الدوائي: أي دواء من فصيلة الـ SSRIS يُساعد في علاج الرهاب الاجتماعي، وبالذات مثلاً مثل الـ (زولفت) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (سيرترالين)، خمسون مليجرامًا، يتم تناوله بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاجين لفترة شهرٍ ونصفٍ أو شهرين حتى يظهر مفعول السيرترالين وتخف أو تختفي عنك أعراض الرهاب الاجتماعي، وبعد ذلك يجب أن تستمري عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر على الأقل، ثم تُوقفيه بالتدرُّج.

أمَّا العلاج السلوكي المعرفي فهو يتمثل في المواجهة، المواجهة المتدرّجة والمنضبطة، بأن تبدئي بالمواقف الأقل خطورة أو المواقف التي لا تُثير قلقًا شديدًا، ابدئي في مواجهتها، ثم تدرّجي في المواقف الأصعب فالأصعب، إلى أن تختفي هذه الأعراض.

ويستحسن طبعًا أن يكون العلاج السلوكي المعرفي تحت إشراف معالج نفسي ليقوم بإرشادك وإعطائك التعليمات، وإن صعبت المواصلة مع معالج نفسي فهنالك الآن مواقع كثيرة على الإنترنت تُقدّم هذا النوع من العلاجات والإرشادات، ويمكنك التواصل معها، ومعرفة تقدّمك في هذا النوع من العلاج، مع الدواء الذي اقترحتُ عليك استعماله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً