الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريض نفسي وأريد التدرج في ترك الدواء، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع المتميز كتب الله أجركم.
وشكر خاص للدكتور الرائع/ محمد عبد العليم بما يقدمه للأمة الإسلامية من نصح وعلم وإرشاد.

أنا عانيت من قلق حاد ونوبات هلع ومخاوف وسواسية، مع كآبة، حاولت أن أخرج نفسي منها قرابة ٥ سنوات بالخروج مع الأصدقاء والسفر، وكنت أحظر الأفراح والأطراح، وكنت فعال على الوسيط الاجتماعي والأسري، وكنت أنهي احتياجات أمي وأخواتي رغم قلقي، حيث كنت أعاني من رهاب الساحة، ولكن للأسف بعد ٥ سنوات انهرت تماما، حيث أصبحت شخصًا سلبيًا، وأيقنت كل اليقين بعدم الجدوى من المواجهة، وأن المرض لن يذهب.

لكن بعد أن استعملت عقار سيبرالكس ١٠مغ تغيرت حياتي للأفضل، وأصبحت أستمتع بحياتي والقلق والهلع والمخاوف والأفكار الوسواسية ذهبت وتبدلت بالرضا والأمل.

الآن أصبحت أكثر تفاعلا من قبل، تزوجت وأصبحت أبا لطفلة، وأكثر فاعلية بمحيطي.

دكتور محمد عبد العليم أنا الآن قررت أن أترك عقار سيبرالكس ١٠مغ، أول جرعة كانت في شهر نصف فبراير سنة (2017)، أريد أن أتدرج بطريقة معترف عليها وأكثر أمانًا؛ لأنني سمعت أن إطالة مدة العلاج تصبح الأعراض الانسحابية قوية.

لك مني كل الشكر والامتنان والتوفيق، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

الحمد لله تعالى أنت الآن تتمتع بصحة نفسية إيجابية، نسأل الله تعالى أن يُديم علينا وعليك هذا الوضع، وأريدك أن تمشي في نمط الحياة الإيجابي، هذا النمط يُساعدك كثيرًا. نعم الدواء مهم، وفي حالتك قد أثبت جدواه، لكن النمط الإيجابي هو الذي يمنع الانتكاسات، خاصَّة أنك الآن تنوي التوقف من الدواء.

بالنسبة للتوقف من السبرالكس: جرعتك صغيرة، وهذا إن شاء الله تعالى لن يتأتَّى عنه آثار انسحابية حين تتوقف عن الدواء تدريجيًا.

الطريقة الأولى هي: أن تتناول في اليوم الأول عشرة مليجرام، وفي اليوم الثاني تتناول خمسة مليجرام لمدة شهرٍ، وبعد ذلك – أي في الشهر الثاني – تتناول خمسة مليجرام يوميًا، ثم تأتي في الشهر الثالث وتتناول خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ، ثم ولمدة أسبوعين تتناول خمسة مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام.

وكما ذكرتُ لك: هذا التدرّج هو التدرُّج الأفضل والمتأنّي، وإن شاء الله تعالى لن تحدث لك أي آثار انسحابية عضوية، ولا تتأثّر بالأثر النفسي، لأن بعض الناس حين يفتقدون العلاج يتأثرون نفسيًّا، ويتخوّفون، ويكون لديهم قلق توقعي أن الانتكاسات أو الهفوات المرضية سوف تأتيهم، لا، كن أكثر ثقة في نفسك، وفي مقدراتك، وأنك بفضل من الله تعالى قد تعالَجتَ وقد شُفيتَ، وأنك سوف تواصل على نفس الحياة الإيجابي حتى لا تحصل لك أي هفوات أو انتكاسة.

الطريقة الثانية للتوقف عن السبرالكس، وأنا حقيقة في بعض الأحيان أطبّقها، وهي: أن نستبدل السبرالكس بعقار (بروزاك) والذي يُسمَّى علميًا (فلوكستين)، لماذا الفلوكستين؟ الفلوكستين لديه إفرازات ثانوية، أساسها المركب الذي يُعرف باسم (نورفلوكستين)، وهذا يجعل البروزاك – أو الفلوكستين – يظلُّ في دم الإنسان لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد التوقف من تناول الدواء، وهذا يعني أنه لن تحدث أي آثارٍ انسحابية.

فيا أخي: يمكنك أن تتخيّر هذه الطريقة، وهي أن تجعل جرعة السبرالكس خمسة مليجرام مباشرة، وفي نفس اليوم تبدأ في تناول عقار (بروزاك)، استمر على هذه الطريقة لمدة شهرٍ، ثم بعد ذلك تجعل السبرالكس خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تجعلها خمسة مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، وتكون مستمرًّا على البروزاك، وبعد التوقف التام من السبرالكس تستمر على البروزاك أيضًا لمدة شهرٍ، ثم تجعل البروزاك كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول البروزاك.

هذه أيضًا طريقة ممتازة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً