الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الصمت وعدم الكلام.. فهل ما أعاني منه سببه الحشيش أم الرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، غير متزوج، عمري 31 سنة، أعاني من التوتر والخوف من أقل المواقف، وتظهر لدي بعض الأعراض مثل الرعشة والعرق بغزارة مما يسبب لي مشاكل كثيرة في العمل وغيره.

للأسف كنت أتناول الحشيش يومياً لفترة 4 سنوات تقريباً، وكنت في تلك الفترة لا أريد أن أخرج من غرفتي، ولا أتكلم مع أي شخص من عائلتي أو أصدقائي، وفي يوم أخذت قرارا أن أترك الحشيش، وفعلا بعدها ذهبت إلى طبيب نفسي، ولكن لن أخبره عن الحشيش بحكم أنني تركته ولن أعود إليه مرة أخرى.

تشخيص حالتي كان رهابا اجتماعيا سبب لي أقصى درجة من درجات الاكتئاب، وكتب لي دواء (بريكسال 5) ملجم مرة مساء (وبروزاك 20) ملجم مرة صباحاً.

واستمررت على العلاج لمدة 6 شهور تقريبا، ولم أشعر بتحسن في حالتي نهائياً، ذهبت له مرة أخرى،
كتب لي (ديبريبان 20) مرتين يومياً (وأميبريد 50) مرتين يومياً، وكنت أعاني من الأرق والنوم المتقطع فكتب لي (نايت كالم 3) مجم قبل النوم، واستمررت على هذا العلاج لمدة 3 شهور، ولن أشعر بأي تحسن حتى الآن.

للأسف زادت شهيتي للأكل، وزاد وزني بشكل كبير، وعدت مرة أخرى إلى الحشيش منذ أسبوعين بعد توقف سنة ونصف، ولكن الآن أصبحت أنام بدون أرق أو قلق، ولا أحتاج إلى (نايت كالم)، لا أعلم إذا كان الحشيش هو السبب أم لا؟

ودائماً أشعر بالرغبة في الصمت وعدم الكلام حتى وأنا خارج وجالس مع أصحابي، قرأت عن دواء سيبرالكس من موقعكم، وشعرت أنه أفضل من تجارب الأشخاص، فهل يصلح لحالتي؟ وإن لم يصلح، فما هو الأنسب لحالتي؟

شكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استعمال الحشيش بصورة مستمرة لمدة أربع سنوات وما صاحبه من تأثيرات سلوكية، إذ كنت دائمًا منعزلاً عن الناس، حتى ولو توقفت منه فيجب الانخراط في برنامج علاجي للتعافي من آثار الحشيش، التوقف نعم هو البداية للتعافي وزوال الأعراض الانسحابية، ولكن التعافي يحتاج إلى علاج نفسي وجلسات نفسية للتخلص من آثار الحشيش على المدى البعيد، ولضمان عدم الرجوع إليه، وهذا ما حصل معك أخي الكريم.

كان من الأنسب والأفضل أن تُخبر طبيبك باستعمالك للحشيش، وتكون واضحًا معه؛ لأن استعمال الحشيش لأربع سنوات يتطلب علاجًا مثلُه مثل الأعراض النفسية التي تُعاني منها، وقد يكون لها ارتباط باستعمال الحشيش لهذه الفترة الطويلة.

الآن - أخي الكريم - السبرالكس وحده لا يكفي، السبرالكس قد يُساعد في علاج القلق والتوتر والاكتئاب، ولكن تحتاج إلى الانخراط في برنامج للتعافي من الحشيش، أولاً لمساعدتك في التوقف من الحشيش، ولمساعدتك في عدم الرجوع إليه، ولمساعدتك في المشاكل النفسية المرتبطة بتعاطي الحشيش، السبرالكس قد يكون جزءًا من الحل، ولكن هو كل الحل، الحل كما ذكرتُ مع تناول السبرالكس هو الانخراط في برنامج للتعافي من إدمان الحشيش.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً