الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالضيق والكرب الشديد وعدم الرغبة في الحياة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعمل في وظيفتين لظروف المعيشة، وأتحمل أعباء كثيرة لثقتهم الشديدة في، منذ سنة تقريبا حدث عجز في مبلغ كبير، جزء منه قمت بصرفه والجزء الآخر لا أعرف كيف حدث ذلك بسبب اكتشاف الأمر متأخر عند الجرد، فأنا تعاملت مع أكثر من شخص وجهه، ولا أستطيع اتهام أحدا، ولذلك تحملت الأمر دون أن أخبر أي شخص، وعند التسوية آخذ من عملي الأول لتسوية العجز والعكس؛ حتى لا يتم اكتشاف ذلك الأمر.

أصبحت تحت ضغط كبير وخوف، وضغط نفسي وعصبي، وأصبت بنوبات قلق وهلع، وأصبحت أدخن وأهملت في صحتي وديني، ولا أستطيع أن أصلي، وأشعر بحجر على قلبي، وأحيانا أفكر بعدم الرغبة في الحياة، أرجو النصيحة لوجه الله تعالى، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Yahiea حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز، بما أن المشكلة تم حلها "بغض النظر عن الحل"، فالمشكلة المالية انتهت، بمعنى أن ما تعاني منه الآن هو تبعات تلك المشكلة، القلق والخوف والضغط النفسي كلها مشاعر مرتبطة بالمشكلة التي حدثت، هكذا يُفهم من كتابتك.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك بمشيئة الله في التخلص من المشاعر السلبية التي تعانيها:
- أنت تعلم ما هو مصدر القلق والضغط النفسي، وهذا يعد شيئا إيجابيا، بمعنى، أنت تعي سبب المشكلة، وهذا سوف يساعدك في التخلص من تلك المشاعر السلبي، لذا، حدد ما هي الموضوعات الأكثر قلقا في حياتك حالياً.
- ابدأ الآن باختيار مشكلة واحدة وابدأ بتطبيق استراتيجية "لإزالة الخوف والقلق" وصولاً إلى المواجهة، من خلال:
(أ‌) استرخِ على سرير في مكان هادئ.
(ب‌) تخيل المشكلة التي ستواجهك، وسَتُحدث فيك القلق والخوف.
(ت‌) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.
(ث‌) تصور الموقف يحدث وتخيل أنك هناك فعلاً.
(ج‌) عندما تفعل الخطوة (ث) فأنت ستشعر ببعض القلق.
(ح‌) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.
(خ‌) استرخ وأرح عضلات جسمك.
(د‌) ارجع وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.
(ذ‌) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.
بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى القلق.

وفيما يلي أيضاً استراتيجية تساعدك في الاسترخاء وإزالت التوتر وتقلل من الضغط النفسي:
في البداية اجلس في كرسي أو استلق على السرير، ومن ثم قل لنفسك "سوف أسترخي بشكل كامل، وسوف أبدأ بمقدمة الرأس وفروته (تخيل أعضاء جسمك)، وسأجعل عضلات مقدمة رأسي وفروته تسترخي وتستريح بشكل كامل أيضاً، والآن سوف أجعل عضلات وجهي تسترخي، ولن يكون هناك أي توتر في فكي، وبعد ذلك سأجعل عضلات عنقي تسترخي، بل سأجعلها تهدأ وسأطرد كل الضغط منها، إنني أشعر أن عضلات عنقي تسترخي، والآن سأجعل عضلات كتفي تسترخي، وسوف يمتد ذاك الاسترخاء إلى المرفقين، فالرسغين، فاليدين، فالأصابع.

وسأجعل عضلات صدري تسترخي الآن، وسوف أتنفس نفساً عميقاً وأسترخي، وأجعل كل الشد والتوتر يختفي، وسيصبح تنفسي الآن طبيعياً ومسترخياً، وسأجعل عضلات بطني تسترخي، وبعد ذلك سأجعل عضلات ظهري تسترخي، والآن سأجعل عضلات الحوض، والفخذين، والركبتين تسترخي، والآن سيمتد الاسترخاء إلى بطتيّ الرجلين، والكاحلين، والقدمين، وأصابع القدمين، وسوف أبقى حيث أنا وأدع كل عضلات جسمي تترهل. وسأسترخي بشكل كامل من أعلى رأسي إلى أخمص قدميّ".

إذا جربت هذا مرة أو مرتين، فسوف تُدهش بالاسترخاء الذي ستشعر به، وستجد أنك أكثر هدوءاً، ولن يستغرق ذلك أكثر من 15 – 20 دقيقة يومياً بواقع 5 دقائق في كل مرة، مما يخفض مستوى القلق لديك بشكل ملحوظ.

-الابتعاد عن الأشخاص ذوي "الطاقة السلبية" والذين ليس لديهم أي حلول لمشكلتك، بل يزيدون الأمور تعقيداً.
- مارس يومياً أنشطة رياضية خفيفة مثل المشي أو السباحة.
- احصل على قسط وافٍ من النوم، والتزم بالأكل الصحي.
- من الأدعية العلاجية لإزالة الهم والغم، حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها، فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً