الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم القدرة على النوم، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

قبل أن أبدأ أطلب منكم أن تجيبوا، أرجوكم فأنا في حالة مزرية، وأعاني من مشكلة مع النوم وأود الحل.

أولاً، أعيش في منزل يطل على الشارع، وحركة المرور لا تتوقف، (تخف في الليل) لكن عند مرور أي سيارة لا أستطيع النوم، أركز مع حركة السيارة فتتسارع ضربات قلبي ولا أنام، ماذا أفعل؟ (كيف أتجنب التفكير في الضجيج).

لماذا يستطيع الناس النوم في تلك الحالة وأنا لا؟ أود حلولاً غير سدادات الأذن، ومحاولة الاسترخاء.

ثانياً: أصبح لدي وسواس أقول إني لن أنام، فلا أنام أو أفكر كيف سأنام، ورغم أنني أشعر بنعاس شديد جداً لا أنام، لا أعرف لماذا؟ النوم شيء طبيعي حين أبدأ؟ هل تنصحونني بزيارة طبيب أم ماذا؟

وصل بي الأمر أنه حتى عندما يستيقظ أحد والديّ للمرحاض أو السحور أستيقظ، وتزعجني تحركاتهم، مع أنه أمر طبيعي لا أستطيع منعهم، لكن أعاني، مثلاً اليوم نمت 3 ساعات فقط وأشعر بنعاس شديد، لكن لا أنام، سواء كان بسبب الضجيج أم لا.

أنا مقبلة على الدراسة، وإذا استمر هذا الشيء لا أستطيع التركيز، أرجوكم ساعدوني، أود جواباً شافياً.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

كما تفضلت فالنوم هو حاجة بيولوجية طبيعية، تعتمد على مسارات فسيولوجية ونفسية وبيولوجية.

الناس تتفاوت قطعًا في درجة نومها، والذي أراه في حالتك أنه أصلاً لديك استعداد للقلق النفسي، أعتقد أن هذا هو الأمر الجوهري، وبعد ذلك أتى موضوع الإزعاج الذي ينتج من حركة مرور السيارات.

إذا كان الأمر بالنسبة للإنسان ليس لديه قابلية واستعداد للقلق، لكان التعوّد والتطبُّع والتواؤم والتكيُّف مع إزعاج السيارات سيحدث بسرعة جدًّا، وهذا أمرٌ معروف، كما تفضلت: بعض الناس ينامون في ظروفٍ صعبة جدًّا، إزعاج وضجيج، لكنهم تعوّدوا على ذلك؛ لأن مراكز النوم الدماغية لديهم تطبَّعتْ وشُفِّرَتْ على هذه الكيفية.

في حالتك نسبةً لوجود القلق وشيء من الوسوسة – كما تفضلتِ – هذا أصلاً أسَّسَ لأن يكون هذا الإزعاج سببًا مباشرًا في اضطراب نومك.

إذًا نسعى لعلاج القلق، هذا هو الأساس، والقلق يُعالَج من خلال: ممارسة الرياضة – مهمٌّ جدًّا – التعبير عن الذات وتجنُّب الكتمان، تطبيق تمارين الاسترحاء، مفيدة جدًّا، وتُوجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فيمكنك الاطلاع على أحد هذه البرامج، وتطبيقها حسب ما هو وارد، وهي ذات فائدة كبيرة.

أذكار النوم، هذه الأذكار عظيمة جدًّا، الذي يقرؤها ويحفظها ويتأمَّلها ويتدبَّرها قطعًا تُدخله في نوم طيب ومُريح وهادئ إن شاء الله تعالى.

إذًا هذه هي الأساسيات العلاجية في حالتك، وأعتقد أنك يمكن أن تتناولي أحد الأدوية التي تُحسِّنُ النوم، من النوع الغير إدماني. يوجد عقار يُسمَّى علميًا (ميرتازبين)، دواء معروف جدًّا، فعّال جدًّا، يمكنك أن تتناوليه بجرعة ربع حبة ليلاً، الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا، فيمكن أن تتناولي سبعة ونصف (7,5 مليجرام) ليلاً، وإن لم يتحسن نومك بصورة جيدة وممتازة ومرضية يمكن أن ترفع الجرعة إلى خمسة عشر (15 مليجرامًا) – أي نصف حبة - دوامي على هذه الكيفية لمدة شهرين مثلاً، ثم بعد ذلك تناولي ربع الحبة أو نصف الحبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وقطعًا إذا قمت بزيارة طبيب أيضًا هذا سوف يكون أمرًا جيدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق الماسه الماسه

    الله يحفظك ياكتور بارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً