الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني في حل المشكلة، فأنا حائر بين فتاتين.

السؤال

السلام عليكم.

أنا معجب بفتاتين، وكلتا الفتاتين يحببنني كثيرا.

الأولى: تعرفت عليها عن طريق التواصل الاجتماعي، وأحببت شخصيتها، وصراحتها، وعفويتها، وحبها واهتمامها لي.

الثانية: اعترفت لي بحبها بعد معرفتي للأولى بعشرة أيام، علما أنها كانت صديقتي ولكنها أحبتني كثيرا.

المشكلة تكمن في أنني أميل لبناء علاقة مع الثانية كشخصية وثقافة اجتماعية وتفكير أنسب لي من الأولى، ولكنها متزوجة وأكبر مني بسنة.

أما الأولى فهي تعيش في دولة أخرى، وأنا جدا محتار بين الاثنتين، لو أنني أحب الأولى حبا ما كنت أعجبت بالثانية أصلا، لو أستطيع أن أختار لاخترت الثانية، ولكنها متزوجة وبنفس الوقت لا أريد أن أخذل الأولى التي وثقت فيني وأحببتني كثيرا، فماذا أفعل؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لقمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا- في موقعك، ونشكر لك الحرص على السؤال والاهتمام، فإن شفاء العيِّ السؤال، والمسلم ينبغي أن يسأل في أحكام دينه حتى لا يقع في الحرام، وأرجو أن تتدارك نفسك بتوبة نصوح، فإن الإسلام لا يُبيح لك التواصل بالطريقة المذكورة والتوسُّع في العلاقات دون أن يكون للعلاقة غطاء شرعي، ونشكر لك هذا الحرص على الخير والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياك ممَّن يسأل فينتفع ويلتزم بما يستمع، فإن المخالفة لأمر الله خطيرة، {فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

بدايةً نقول لك – ابننا الكريم -: هذه المرأة المتزوجة لا سبيل لك إليها، بل مجرد التواصل معها محرَّم، وهذا تخبيبٌ لها، والنبي صلى الله عليه وسلم (لعن من خبَّب امرأة على زوجها)، أن يتواصل مع امرأة متزوجة بالطريقة المذكورة، مهما حصل منها فإن هذا الأمر من الخطورة بمكان.

فأرجو طي هذه الصفحات إلى الأبد، والتخلص من كل ما يَربطك بها، حتى لو اضطررت إلى تغيير أرقامك وتغيير مكان سكنك أو تغيير مكان عملك، المهم لابد أن تتخلص من هذه العلاقة وإلى الأبد.

بالنسبة للفتاة الثانية: لابد أن تطرق باب أهلها، وفي كل الأحوال أنت مطالبٌ أن تتوقف عن التواصل بالطريقة المذكورة، واعلم أنه لا تُوجد صداقة بين الرجل والمرأة، بين شاب وفتاة إلَّا في إطار الزوجية أو في إطار المحرمية، بأن تكون زوجة له، أو تكون خالة، أو عمّة، أو كذا – يعني محرم من محارمه – وإلَّا فلا سبيل إلى أي صداقة إلَّا بعد المجيء للبيوت من أبوابها.

ونحب أن نؤكد لك أن التمادي في علاقات من هذا النوع ستكون مصدر إتعاب لك ومصدر إزعاج، بل ستكون مصدر تشويش لك في حياتك، فأرجو أن تكتفي بالحلال، وتسلك السبل الصحيحة، ولا يخفى عليك أن الشاب الذي يُريد أن يتزوج إذا وجد في نفسه ميل لفتاة، وشعر بصلاحها؛ فإن أوّل الخطوات هو أن يطرق باب أهلها، وأن يأتِ بأهله، فإذا تأكَّد القبول وحصل الميل والتوافق والانشراح والارتياح؛ بعد ذلك تكون الخِطبة الرسمية، ثم التعارف والتآلف، ثم بعد ذلك يُكمل هذا المشوار بالعقد الشرعي وبإكمال الزواج، وعندها نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثلُ النِّكاح).

أمَّا ما يحدث من عبث ومن علاقات هنا وهناك فإنها تجرُّ لك ولغيرك المخاطر، والأخطر من ذلك أنها تجلب غضب الله تبارك وتعالى، وهي سببٌ لعدم التوفيق وعدم السعادة في حياة الإنسان، لأن البدايات الخاطئة لا تُوصلُ إلى نتائج صحيحة.

فلا تحتار بين الاثنين، ولكن أوقف التواصل مع الفتاتين، أمَّا المتزوجة فلا سبيل لك إليها أبدًا، وتُب إلى الله ممَّا حصل، والثانية أيضًا تُوقف العلاقة حتى تضع العلاقة في إطارها الشرعي الصحيح، ودعْ عنك هذه الأشياء التي يُزينُها الشيطان، واسلك السبيل الصحيح في الوصول إلى حياةٍ زوجيَةٍ سعيدةٍ مستقرَّة في طاعة الله، وأسس بيتك على تقوى من الله ورضوان.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك، ونشكر لك التواصل مع الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً