الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمر بحالة نفسية وأريد وصفا دقيقا لهذه الحالة.

السؤال

السلام عليكم.

أدركت أنني أعاني من الذهان؛ لأنني أتخيل أشياء وبصفة مستمرة كأحلام اليقظة، وهذا أثر على مستواي الدراسي وعلى حياتي بشكل كبير.

أشعر أن عقلي دائم التفكير كأنه منفصل عن الواقع، أنا لا أسمع أي هلوسات أو أتخيل أشياء أمامي، كل ما أشعر به فقط هو شعور مستمر كأحلام اليقظة، إلى جانب ذلك أدركت أنني مصابة بمرض الهوس الشبقي لكن بشكل خفيف، بالنسبة للهوس الشبقي، رغم أنني لا أريد التفكير بشكل غير منطقي بأشياء سخيفة ولكن أشعر أنني غير قادرة على السيطرة على عقلي؛ رغم أنني أعرف أن هذا شيء غير منطقي وسخيف، ولكن عقلي مستمر بالتفكير به، أنا أكره هذا، وأريد التخلص من هذا الشيء الذي يعيق دراستي.

سؤالي: هو ما الوصف الدقيق لهذه الحالة؟ وهل هنالك أي دواء مضاد للذهان يمكنني تناوله بدون وصفة طبية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ baraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

من البداية أود أن أؤكد لك أنك غير مصابة بالذهان، والذي تعانين منه هي أفكار قلقية متسارعة متداخلة مشوّشة على نسق التفكير لديك، والذُّهان - أيتها الفاضلة الكريمة - هو تشخيص يخضع لمعايير معينة دقيقة جدًّا، والذي يُعاني من الذهان لا يعرف أنه مريض، ولا يعترف بأنه مرض. أنت مُدركة إدراكًا تامًّا بالأعراض التي تعانين منها، وكما ذكرتُ لك هي في نطاق القلق الزائد، والقلق كثيرًا ما يُدخل الإنسان في نوع من الاسترسال الفكري السلبي - أو ما أسميته بأحلام اليقظة - . واستوقفني أيضًا قولك أنك مُصابة بمرض الهوس الشبقي.

لا أريدك أبدًا أن تُلصقي هذه المسميات بشخصك الكريم، هذه تشخيصات معيبة جدًّا، ولها ضوابطها، ولها نظامها، ولها معاييرها، ولها أسسها التشخيصية، الأمر من وجهة نظري لا يتعدّى القلق، وليس أكثر من ذلك، والقلق حين يكون مصحوبًا بدرجة يقظة مرتفعة يعطي الإنسان هذه المشاعر التي تحدثت عنها، وأنا أتفق معك أنه مزعج، لكن أؤكد لك أنه يمكن أن يُعالج، ويُعالج بصورة ممتازة.

أنت محتاجة لأحد مخفضات القلق والتوتر، وهي أدوية كثيرة جدًّا. عقار مثل (سيرترالين) سيفيدك كثيرًا، يُضاف له جرعة بسيطة من عقار (كواتبين)، الكواتبين يكون بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، سوف يزيد نومك قليلاً، لكنه سوف يساعدك كثيرًا.

تستمري عليه لمدة شهرين، ثم تجعلي الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناوله. أمَّا بالنسبة للسيرترالين فتبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة صباحًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة واحدة صباحًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناوله.

هذه هي نصائحي لك فيما يتعلق بالعلاج الدوائي والتشخيص، وأريدك أيضًا أن تُحسني إدارة وقتك، وأن تمارسي رياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة ستكون مفيدة جدًّا لك، وتمارين الاسترخاء - خاصة تمارين التنفس التدرجي - سوف تفيدك كثيرًا. حددي أهدافك وطموحاتك وآمالك، وضعي الآليات التي توصلك إلى مبتغاك.

في هذه الفترة يجب أن يكون همّك هو التفوق الدراسي والتحصيل الأكاديمي العالي، وهذا ممكن جدًّا إذا طبقت ما ذكرته لك من إرشاد. احرصي على الصلاة وحافظي عليها، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، لأنها وسيلة من وسائل الطمأنينة الكبيرة، ثبتي وردا قرآنيا يوميا، احرصي على الأذكار، أشغلي نفسك بأشياء في أعمال المنزل، شاركي أسرتك، تواصلي مع صديقاتك... هذه كلها علاجات وعلاجات مهمة جدًّا على النطاق النفسي والاجتماعي والإسلامي والدوائي.

وإن استطعت أيضًا أن تذهبي إلى طبيب نفسي فإن هذا سيكون أمرًا مفيدًا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً