الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر زواجي وأصبحت أشعر بالانزعاج، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة بعمر 23 عاماً، وقد تقدم لي أكثر من خاطب ولم يتم النصيب، ربما لأنني لست أملك عيوناً زرقاء أو خضراء اللون، ولست ببيضاء البشرة.

هذة هي الصفات المرغوبة للخطاب (الغالبية منهم)، وأنا أشعر بالانزعاج، وأريد تكوين أسرة، أريد النصيحة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Safo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا ومرحبًا بك بنيتي.

بداية: الجمال ليس الهدف الأساسي عند الرجل لبناء أسرة ناجحة، والجمال هو جمال الروح قبل كل شيء، والجمال أذواق مثله مثل باقي الأمور في حياتنا، ولكن الثقة بالنفس هي التي تلعب دورًا أساسيًا في رفع معنوياتنا أو العكس، ومما يبدو لي بنيتي أنك بحاجة أن تعرفي قدر نفسك، وأن تحمدي الله على ما حباك به من نعم ظاهرة ومنها باطنة، فكثيرًا ما نسمع عن بعض القصص أن رجلاً تزوج جميلة الجميلات وساحرة وفاتنة ولم تنجح حياتهما.

الجمال ليس معيارًا لنجاح الحياة الزوجية، والرجل صاحب العقل الراجح يبحث عن امرأة تشاركه مشوار حياته، وتكون على خلق ودين، وهذا ما أوصانا به رسولنا الأكرم عليه الصلاة والسلام.

اعلمي إن لتأخر الزواج حكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، والدنيا ابتلاءات، وما يحدث لك من تأخر الزواج أو انسحاب الخطاب عنك ابتلاء من الله، وقد يكون لتقصير بعمل ما، أو قد يكون بذنب والله أعلم، أو لمصلحة ما، فلا تكرهوا شيئًا فعسى أن يكون خيرا لكم.

لقد قال عمر -رضي الله عنه-: "لو كشف الحجاب ما تمنى المسلم الا ما حصل له"، فلا تيأسي وتوكلي على الله في اتخاذ الأسباب، وتأكدي أن الرحمن وزع بين الناس نعمه، فانظري إلى ما أنعم الله عليك واشكريه ليفرج كربك ويرزقك الزوج الصالح.

أكثري من الدعاء والاستغفار، وكرري قول الباري: {وارزقنا وأنت خير الرازقين}، وادعي بدعاء سيدنا زكريا: {رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين}، وادعي وأنت واثقة من أن الله عز وجل سوف يرزقك بالزوج الصالح، ويُفرح قلبك عما قريب.

إليك بعض الأمور التي يتمناها الرجل بزوجة المستقبل:

*إن الزوج يحب الزوجة التي تحترمه وتحترم أهله وتشعره أن كلامه مصان ومسموع، وأن وجوده في المنزل يشعرها بالأمان والحنان.

*الزوجة صاحبة التفكير الإيجابي هي التي بإمكانها أن تجذب زوجها إليها من خلال تحويل المحنة إلى منحة عند الضرورة.

*المرأة التي لديها دائما أفكار جديدة ومتجددة في مظهرها هي التي يتعلق قلب الرجل بها.

*الزوجة الصابرة والغير متذمرة ودائمة الشكوى من أي أمر يحصل، والتي تضحي من أجل الحفاظ على زوجها ومملكتها الزوجية.

*الزوج يفضل الزوجة التي تهتم به وبأموره الشخصية، وصاحبة الوجه البشوش والمرحة المبتسمة.

*الزوجة التي تثق بنفسها وبزوجها هي التي تستحوذ على قلب الرجل، وتوفر أجواء الرومانسية في بيتها.

وختامًا المرأة القوية وصاحبة الشخصية المميزة والتي تمتلك الذكاء الاجتماعي والجمال الروحي هي التي تبني أسرة مسلمة سليمة ومعافاة، وتكون سندًا لزوجها وداعمة نفسيًا له في وقت الشدة.

أسأل الله لك الهداية والنجاح والتميز في عملك، وأن يتمم عليك بالزوج الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً