الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهل خطيبتي لا يرغبون بعودتها.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا خاطب، وحصلت مشكلة بيني وبين خطيبتي، وتدخل الأهل والأمر مضى له أسبوعان ولم ينته، رغم أن خطيبتي تراسلني بعدم موافقة أهلها؛ لأنها تريدني وأنا أريدها، ولكن أهلها لا يرغبون بعودتها، ما الحل؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد اللطيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:
إن مما ينبغي أن تعلمه قبل أن تخطب أي فتاة أن تتعرف على الصفات التي ينبغي أن تتوفر فيها، وأهم ذلك قبل الجمال والثقافة وشكل جسمها أن تكون كما وصف وأرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ) ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها، فهل هذه الفتاة التي خطبتها صاحبة دين وخلق، أم أنك لم تنتبه لهذه المعاني.

كيف تدخل هذ الفتاة معك في مشاكل وخصومات قبل أن يتم عقد القران، وهل هذه المشاكل والخصومات تنبئ عن تدينها.

الأصل في المخطوبة أنها لا تزال أجنبية بالنسبة لخاطبها والتواصل معها في هذه المرحلة يكون لمرات معدودة من أجل التعارف ومعرفة صوتها خشية أن يكون خشنا على سبيل المثال، وأخذ تصور عام عنها، وهذا يمكن تقييمه خلال ثلاث أو خمس اتصالات، أما الاستمرار بالتواصل، وتبادل عبارات الحب والغرام، فهذا لا يمت لقيمنا الإسلامية بأي صلة.

يجب أن تعيد النظر في هذه الفتاة وفي صفاتها ومواصفاتها، ولا أدري كيف تدخل أهلها، هل هي من تتكلم معهم بما حصل، فإن كان الأمر كذلك، فهذا يعني شدة ارتباطها بهم، وأخشى في حال الزواج أن تكون كلما حصل بينكما أي مشكل ذهبت لتشتكي لأهلها، وهذا ما سيجعلك في محنة كبيرة فإن من صفات المرأة الصالحة ألا تخرج أسرار بيتها.

أوصيك أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعو بالدعاء المأثور قبل أن يتم كتابة العقد، فمن وكل أمره لله ليختار له الأفضل فلن يخيب رجاءه، واختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يختار لك الخير، وأن يصرف عنك الشر وأكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

أوصيك أن تجتهد في توثيق صلتك بالله تعالى من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

كن متأنيا في جميع أمورك، ولا تستعجل وخاصة في أمر الزواج، فإن التأني من الله والعجلة من الشيطان كما أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بذلك وفي المثل: التأني من الله والعجلة من الشيطان.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً