الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني نوبات اكتئاب متقطع.. فهل تدل على شيء خطِير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله وبفضل جهودكم تخلصت من وسواس المرض، ولكن الآن بدأتْ تأتيني نوبات اكتئاب متقطع، بمعنى يأتي يومًا ويزول يومًا، وأصبح النوم متقطعًا.

فهل هذا يدل على شيء خطِر أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا نستطيع أن نقول أو نشخص حالة إكتئاب في حال تفاوت الحالة المزاجية بين يوم وآخر، والأصل في تعريف الاكتئاب أن تمر على الإنسان في مدة متواصلة لا تقل عن أسبوعين حالة من الخمول والكسل والميل للبكاء والعزلة والشعور بالوحدة والهروب من الواقع إلى النوم، بالإضافة إلى التوقف عن النشاطات اليومية المعتادة بحجة العجز وعدم القدرة أو عدم الرغبة بممارستها بالطريقة المعتادة مع فقدان الشهية إلى حدّ كبير، أو الشراهة في تناول الطعام مع الشعور بالذنب وعدم القدرة على التفكير والتركيز، وفقدان تسلسل الأفكار المنطقية.

كل ذلك يمثل أعراض الاكتئاب، ولقد ذكرنا لك نصائح عامة في الاستشارة السابقة لكي نرفع من مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون الموصل للإشارات العصبية، حيث إن اضطراب ذلك الهرمون هو الذي يؤدي إلى حالة الاكتئاب والخوف المرضي والهلع والوسواس القهري.

ومما يرفع من نسبة ذلك الهرمون بشكل طبيعي الحرص على ممارسة رياضة المشي يوميا مدة لا تقل عن ساعة، مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين وصلة الرحم وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، مدة لا تقل عن 6 - 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهراً.

ولا مانع في حال إضطراب النوم، وعدم أخذ قسط كاف منه من تناول حبوب ميلاتونين 5 مج قبل موعد النوم بساعة، مما يساعد في النوم العميق، ويقلل من الأرق، كما أن الدواء مادة طبيعية، وليست كيميائية، ولا تؤدي الى ضرر أو مضاعفات جانبية.

ومن المهم زيارة طبيب نفسي وعصبي لفهم طبيعة مرضك، وهناك ما يسمى بالعلاج المعرفي والسلوكي، وهو يمثل الخطوة الأولى في علاج تلك الأمراض، ولا خطورة في ذلك فقد قال الله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي في مشقة وشدة وتعب.

والعلاج الدوائي لمرض الاكتئاب من خلال تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج، وهناك بديل جيد، وهو كبسولات بروزاك prozac يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع الأهمية الكبرى لأخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعياً لمدة 12 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين المغذية للأعصاب، والمقوية للدم B12 في العضل كل أسبوع حقنة واحدة، جرعة 1 مج عدد 6 حقن، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي، والحرص على التغذية الجيدة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً