الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكل يسخر مني ويصفني بالسلبية مع أني متميز، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا جامعي، ومتميز علمياً، ملتزم أصلي وأصوم وأذكر الله وأقرأ القرآن، لست كاملاً، ولكني أحاول أن أكون مع الله.

في السنوات الأخيرة وجدت الناس تصفني بصفات سلبية، والبعض يسخر ويقلل من قدري، في البداية كنت لا أهتم كثيرا، لكن في هذه الفترة بدأت أقتنع بكلامهم، حاولت كثيرا البحث عن وظيفة ولم أجدها، وصبرت، وحتى أصدقائي سخروا مني في النهاية.

صرت يائسا متشائما، لا يفهمني أحد، أخاف الوقوع في الحرام للهروب من هذا الواقع، أبكي كثيرا على نفسي حتى شكلي تغير، أريد حلا وليس كلمات، فالكلمات لن تفيدني، آسف على الإطالة.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شخص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن وصف الناس لك بما هو سلبي، ووعيك الذاتي على أن لديك صفات سلبية، هذا بحد ذاته نصف الحل للمشكلة، ما عليك الآن هو حصر هذه الصفات السلبية والعمل على تغييرها إلى صفات إيجابية، وكذلك عليك أن تسأل نفسك، لماذا يسخر مني أصدقائي؟ هل لديك خلل في تعاملك مع الآخرين؟ هل يسخرون منك لأنك عاطل عن العمل، وإنسان غير منتج؟ أخي العزيز هناك نقص في وصف حالتك بالضبط في الرسالة، ولكن وعلى أي حال، فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي ستساعدك -بمشيئة الله- في التخلص من المشكلة:
- ابحث عن السلبيات في شخصيتك، واعمل على التخلص منها، بعض الأحيان الإنسان لا يرى أخطاءه، ويعمل على إزاحة وإسقاط السلبيات في شخصيته أو سلوكه على الآخرين.

- الناس ليسوا دائما مقياسا للحكم على الشخص، فقد لا يكونوا أهلا لتقييمك أصلا، لذا اتبع طريقة أخرى في بناء علاقاتك مع الآخرين، ولا تراقب الناس ولا تهتم بسخريتهم ما دام أنك واثق من نفسك.

- أنزل الناس منازلهم، بمعنى، لا تعط أحداً أكبر من قدره، وعز نفسك تجدها، فلا تضع نفسك مواضع السوء، وتنزلها منازل متدنية.

- ابحث عن الصحبة الحسنة الطيبة، الذين يعاملوك بأخلاق الدين، وتواصل معهم في نشاطاتهم فهذا يجعلك أكثر انفتاحاً ويكسبك مهارات التعامل.

- تفاعل اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنى هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة لا تشبهك، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر إطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة، ويوسع من مداركك وتصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.

- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها، فهذا سيجعلك شخصا اجتماعيا وأكثر تفاعلاً وكفاءة.

- تدرّب وتعوَّد على قول كلمة (لا) عندما لا يتفق الموقف مع ذاتك ومع أفكارك، ولا تُجبر نفسك على مجاراة الآخرين إذا كنت غير مقتنع بما يقومون به أو يقولونه، ولا تقم بشيء لا تحبه، وكن واضحاً للآخرين وقل: لا، بصوت عالٍ مليء بالثقة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر زيتوني

    الله يحفظك ويحفظنا يا شيخ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً