الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والخوف من الناس، ما تشخيصكم وما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 27 سنة، أعمل مسؤول مبيعات في إحدى الشركات، أعاني من مشكلة منذ صغري وهي انفصال والديّ بسبب كثرة المشاكل، عشت معهم تلك المشاكل، ولكنني عند الكبر أصبحت أعاني مشاكل عديدة:

أولا: عندي حالة من الخوف والرهاب الشديد من الناس، وتوقع الأذى منهم، دائما المشكلة ليست في المواجهة، فأنا أواجه المشكلة جيدا، وأتصدى للمواقف، ولكن بعد انتهاء الموقف تأتيني أفكار سيئة جدا معظمها مصائب.

مثلا: لو صرخ علي أحد أو أحدث مشكلة مع أهلي وذهب أتوقع أنه سيذهب ليهاجمهم، وقد يقتلهم.

أشعر دائما أنني وحدي، وأشعر لو حدثت لي أي مشكلة فلن أجد من يقف بجانبي، لأن معظم عائلتي بنات، لذلك دائما أمشي بجانب الحائط، وقد أتنازل عن حقي لكي أتخلص من المشكلة أو المصيبة، ولو وجدت من يقف بجانبي لكنت قويا جدا.

أشعر بالخوف دائما، حتى أصبحت أعاني من سرعة ضربات القلب، والقولون العصبي، وارتجاع المريء، وحاليا أتناول سبراليكس حبة واحدة ليلا ١٠ مج، وفي الصباح دواء بوسبار وصفه لي طبيب الباطنية.

أرجو الحل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه رهاب اجتماعي وقلق، صاحب القلق دائمًا يكون متوجِّسًا، ويتوقع أسوأ السيناريوهات في الحياة، وهذا ما يحصل معك وطالما هذا الشيء منذ أن كنت صغيرًا، وهناك أسباب قد تكون عوامل في هذا الشيء، ومنها طبعًا انفصال الوالد والوالدة، وتربيتك في بيت مختلف، هذا قد يكون شكّل عندك نوعًا من عدم الاطمئنان في شخصيتك، ونتج عنه هذا الرهاب الاجتماعي والقلق الذي تعاني منه الآن وبعد أن كبرتَ.

العلاج الأساسي هنا يكون علاجًا نفسيًّا لمساعدتك في الأشياء التي حصلت منذ أن كنت صغيرًا، ومحاولة دعمك نفسيًّا، وتعليمك كيفية الاسترخاء النفسي والتعايش أو التعامل مع هذه الأشياء. العلاج النفسي ضروري هنا، ويعتمد على جلسات مع معالِج نفسي، على الأقل أسبوعيًّا، وقد تمتد لفترة من الزمن لمعالجة هذه الأمور التي هي الآن أصبحت جزءًا من شخصيتك وجزءًا من حياتك.

أمَّا الدواء: (سبرالكس) لا بأس به، فهو مضاد للقلق والتوتر والرهاب الاجتماعي، وهو مفيد، وكذلك (بوسبار) ضد القلق والتوتر، وكلا الدوائين -السبرالكس والبوسبار- يحتاجان لوقت لكي يعملا.

السبرالكس يحتاج على الأقل لستة أسابيع إلى شهرين، والبوسبار يحتاج لشهرٍ، والسبرالكس تتناوله يوميًا بعد الإفطار، بعد الأكل، ولا تستعمله ليلاً، وقد تحتاج إلى زيادة الجرعة إلى 15 مليجرامًا بعد ستة أسابيع، أو حتى إلى 20 مليجرامًا، وبعد التحسُّن وفي حالة التحسُّن وذهاب هذه الأعراض، أو إذا خفَّت حِدة الأعراض فعليك بالاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم يتم سحب السبرالكس بالتدرُّج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منها تمامًا.

وللفائدة راجع هذه الروابط: (2407088 - 2286299 - 2416172 - 2230509 - 2359821).

والله الموفق.

أمَّا البوسبار فلا مشكلة من التوقف عنه بعد مرور ثلاثة أشهر بدون تدرُّج.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً