الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سريعا ما أتأثر بكلام الناس، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شخص طيب ومرح، عمري ٤٠ سنة، متزوج ولدي طفلة، رسبت في الشهادة الثانوية العامة ولم أكمل تعليمي إلى الآن.

مشكلتي أني عندما كنت صغيرا في المدرسة والدي كان يقول أنني من الأوائل، وكانت الناس تنظر لي أنني من المتفوقين وشخص فريد بالرغم من أن الحقيقة غير ذلك، وحين رسبت لم أخبر أحدا بهذا حتى لا تتغير صورتي عند الناس، لكن أخذت كورسات لغات، وعملت في شركة سياحة وأنا عمري ٢٤ سنة، وكنت متفوقا جدا في عملي لأن القطاع الخاص يهمه الكفاءة.

ثانيا: لا أستطيع التصادم مع أي شخص خاصة لو كان سفيها، وأكون ضعيف الشخصي أمامه لو قال بما ليس فيّ، وكنت أكره عملي بسبب أشخاص يتنمرون علي أو ينادوني باسم مستفز غير اسمي، وهذا أثر علي كثيرا ولا أستطيع النوم، وعائلتي مثلي عندهم حساسية شديدة ولا يملكون شجاعة ضد أي موقف، ولا يريدون الشجار مع أحد أو التصادم، لدرجة أن حقنا يهدر من الأقارب؛ لأنهم يعلمون أن شخصيتنا ضعيفة، بالرغم من أننا أفضل منهم كمستوى اجتماعي أو تربية، ودائما نرضي الناس كلها على حساب مصلحتنا وحقنا، لكن كل الناس تشهد بتربيتنا وأخلاقنا.

أشعر كثيرا بأن ليس لي قبول عند الناس، ومجرد إطلاق إشاعة علي من أي شخص كفيلة بأن تجعل حياتي جحيما، دائما معرض للانتقاد رغم أنني شخص مرح وشكلي مقبول إلى حد ما، لكن أوقات أتمنى لو كنت مثل هؤلاء الأشخاص الذين ليس لهم مبادئ ويفعلون كل شيء سيء ولا ينصتون إلى كلام الناس.

جزاكم الله خيرا، وأرجو أن تشرحوا لي مشكلتي وتعطوني إرشاداتكم التي تعودنا عليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمعة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك تُعاني من "الحساسية النفسية المُفرطة" وفي هذه الحالة تكون ردود فعل الشخص مُبالغ بها إزاء المواقف التي يتعرض لها أو الكلام الذي يُوَّجه إليه. فتراه يُفضل الابتعاد عن المواقف التي يعتقد أنها تولد فيه القلق والخوف أو تتطلب منه المواجهة -علماً أن هذا التصرف ليس هو الحل الأمثل لذلك- وهؤلاء الأشخاص يحاولون جاهدين ألا يكونوا في الواجهة، ويفضلون دائماً أن يقفوا خلف من يدافع عنهم ويحميهم في البيت أو العمل ويتحدث باسمهم، فهذا يشعرهم بالارتياح المؤقت، ولكن هذا الارتياح سرعان ما يزول عندما يتعرضون لمواقف مماثلة أو أكثر إحراجاً من سابقاتها، إذاً الموضوع لن ينتهي؛ لأن طبيعة الحياة مُتقلبة ولا تسير دائماً بسلام وطمأنينة وهدوء على النحو الذي نتمناه.

وفيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك بمشيئة الله:

- إثبات الشخصية يكون بالرد على الآخرين في الوقت والمكان المناسبين، وعدم السكوت وتجرع الإهانة أو القبول بالتنمر عليك، فالآخرين لم يرأفوا بمشاعرك قبل التعدي عليك بألفاظهم التي تكرهها، بل كانوا جريئين جداً ولكن جرأة سلبية وليست إيجابية.

- بالنسبة لتقبل الناس إليك أو عدم تقبلهم، يعتمد على عدة عوامل، اقرأها واعمل على تحليلها بك وبهم، وهذه العوامل هي: الأخلاق، الشكل العام، الهندام، طريقة الكلام والموضوعات التي تطرح، الأصدقاء الذين تتفاعل معهم، مستوى التحكم بالغضب، وغيرها من العوامل التي تفرضها طبيعة المكان الذي يتواجد فيه الشخص.

- استخدم طريقة التجاهل: والتي تكمن في عدم الاهتمام لكل كبيرة وصغيرة، أو ما يخصك وما لا يخصك، بل ركز على أهداف محددة وتجاهل الفرعيات، ولكن لا تتجاهل من يوجه لك الإهانة، بإمكانك تجاهل مواقف عابرة، وكلام عابر، لكي لا تبقى تشعر بالتحسس المفرط.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً