الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة جدتي تغيرت نفسيتي وعجزت عن أداء الصلاة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

بعد موت جدتي التي بمثابة أمي عجزت عن الصلاة بشكل كبير، وفقدت ثقتي في نفسي، وحياتي تغيرت، أعاني من كثرة القلق والرغبة في البكاء، أريد العودة للصلاة لكنني لا أستطيع، فما العمل؟ أحس أني وحيدة ونفسيتي محطمة، وأقلل من ذاتي وأحتقر نفسي، وأعاني من إرهاق شديد، أريد نصحا وتوجيها من فضلكم، لم أعد أستطيع التحمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح شأنك، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه، والجواب على ما ذكرت:

- بداية رحم الله جدتك وغفر الله لها واسكنها فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

- وأما ما حصل لك من اضطراب في حياتك بعد وفاة جدتك، والتي كان لها منزلة كبيرة عندك، فهذا لعله من هول الصدمة، وكان الأولى بك أن تصبري وتحتسبي لأن الموت حقيقة كونية ماضية وهو مصير كل حي، ولو أكثرت من هذا الدعاء " إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرًا منها" فإن وقع الصدمة يخف عنك، وتسلو نفسك -بإذن الله-.

- وأما شدة الحزن إلى درجة أن يحدث قلق واضطراب في النفس، هذا أمر منكر شرعا، ولن يغير في حقيقة الأمر ولن تعود جدتك إلى الدنيا لأنها قد رحلت إلى الله وهو أرحم بها من أهلها، وهذا الحزن المبالغ فيه لا ينفع جدتك بشيء، وإنما ينفعها الدعاء والاستغفار لها والصدقة عنها ونحو ذلك.

- ومن جانب آخر ومن خلال ما ذكرت من أعراض مرضية من قلق والرغبة في البكاء والتثاقل عن الصلاة ونحو ذلك، فهناك احتمال أن فيك مسًا من الجن، لأن الجن قد يتلبس بالإنسي في حال الحزن أو الخوف أو الغفلة أو الضحك الشديد، وخاصة إذا لم يتحصن بأذكار الصباح والمساء، ولهذا أنصحك أن تقرئي على نفسك الرقية الشرعية من قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات ثلاث مرات صباحا ومساء، ويمكن قراءة الرقية الشرعية على عسل ويخلط معه الحبة السوداء، ويتناول منه ملعقة صباحا ومساء، أو على زيت الزيتون ويدهن به الجسم كاملا صباحا ومساء، ولا بأس من الذهاب إلى طبيبة نفسية للنظر في حالتك.

- وأخيراً: أوصيك بتقوى الله في السر والعلن، وأن تحافظي على صلاتك مهما كانت الظروف، لأنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وأن تكثري من الدعاء ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى يذهب الله عنك ما تجدين.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق Kareama jaleel

    Good

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً