الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع سببت لي رهابًا اجتماعيًا وعزلة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

منذ سنتين وأنا أعاني من نوبات الهلع وأعراض نفسوجسدية، نقصت من وزني 12 كيلو، ذهبت إلى الطبيب، ووصف لي دواء استيالوبرام، تناولته بجرعة 20، ولم يجد نفعا، ثم قام الطبيب باستبداله بسيروكسات، وأنا أتناوله منذ 40 يوما، ووصلت لجرعة 40، وأتناول بجانبه أيضا سيترزام وليزنكسيا، ولكن بدون فائدة، وما زال القلق والخوف ونوبات الهلع، فعرض علي الطبيب أن أستبدله بفلوكستين، ولكن أود أن أعرف ما سبب عدم استجابة جسمي للعلاجات النفسية؟ وما الحل؟

فقد قرأت عن دواء زولفت، وأحسسته مناسبا لي، فهل يمكن أن ينفعني؟

وشكرا لكم وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لؤي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم استجابتك لبعض الأدوية النفسية - أو لمضادات الاكتئاب بالأحرى – ليس له تفسير واضح، وهناك أناس يستجيبون لبعض الأدوية ولا يستجيبون لأدوية أخرى، وهذا اختلافات وتباينات بين الناس في استجابتهم للأدوية، ليس معروفًا سببه بعد، لكن الشيء الأكيد أنه طبعًا إذا كان لك شخص من أقاربك عنده اكتئاب – مثلاً – واستفاد من مضاد اكتئاب مُعيّن فإنك يمكن أن تستفيد من هذا الدواء أكثر من الأدوية الأخرى. هذا بخصوص الاستفادة من العلاجات النفسية.

أمَّا بخصوص مشكلتك الآن: أنا شخصيًا لا أرى أن الفلوكستين فعّال في علاج نوبات الهلع والرهاب الاجتماعي، الفلوكستين فعّال أكثر في علاج الاكتئاب النفسي والوسواس القهري، بالعكس أحيانًا الفلوكستين في بداية استعماله قد تحصل معه زيادة في أعراض القلق والتوتر عند بعض المرضى، وأوفقك الرأي بأن السيرترالين – واسمه طبعًا الزولفت – خيار أفضل من الفلوكستين لمشكلتك، ولا بأس من عرضه على الطبيب الذي يُعالجك.

الشيء الآخر الذي أريد أن ألفت نظرك إليه – وأيضًا نقاشه مع الطبيب المعالج – هو أن العلاجات السلوكية المعرفية (العلاج النفسي)، الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي – وبالذات العلاج السلوكي المعرفي – قد يكون مفيدًا جدًّا في علاج نوبات الهلع والرهاب الاجتماعي، ويعطي نتائج أفضل.

فناقش ذلك أيضًا مع الطبيب النفسي لكي يقوم بتحويلك إلى معالِج نفسي لعمل جلسات للعلاج السلوكي المعرفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً