الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل البكاء عند ارتكاب الذنب دليل قوة الإيمان؟

السؤال

السلام عليكم.

عندما أرتكب إثماً لا أشعر بالراحة، ويؤلمني قلبي وتدمع عيني أحيانا، فهل هذا يدل على قوة الإيمان، أم الخوف والندم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يمنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، وأسأل الله أن يوفقك إلى طاعته، والجواب على ما ذكرت:

- ما جرى لك من ندم وعدم الارتياح عند الوقوع في الذنب، بل والبكاء، فهذا علامة خير وعلى وجود الإيمان في قلبك، فقد ثبت عن عمر -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سرَّتهُ حسنتُه وساءتْه سيئتُه فذلكمُ المؤمن" رواه الترمذي، فهذا الحديث يدل على أن من علامات الإيمان إذا أذنب العبد أن يسوءه ذلك الذنب، ويظل نادما يلوم نفسه عليه، وهذا يرجى له أن يوفق إلى التوبة، وإذا فعل قربة لله -عز وجل- يظل مسرورا منشرح النفس بتوفيق الله له، شاكرا لله على هدايته له.

- والذي عنده ضعف في الإيمان أو نفاق، فإنه على العكس من ذلك تماما، فإنه يفرح بالمعصية ويسر بها، قال تعالى:" فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [ سورة التوبة اية ٨١ ]، فهؤلاء المنافقون تركوا نصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفعلوا معصية وكبيرة وهم فرحون مسرورون، وقال تعالى عنهم:" وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ"[ سورة التوبة اية ٥٤ ].

- والذي عليك الآن هو سرعة التوبة من ذلك الذنب، وأن تحرصي على تقوية الإيمان بالعمل الصالح وكثرة الذكر والاستغفار، حتى يوفقك الله إلى التوبة كلما أذنبت، وحتى يبقى في نفسك الندم والحزن حال الوقوع في المعصية.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً