الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الماضي وأخاف من المستقبل، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر الموقع المتميز على ما يبديه من تجاوب سريع مع الناس.

أعاني من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي المصحوب بالقلق الشديد حسب تقيم الطبيب، ومشكلتي عدم قدرتي على التخلص من الماضي السيء، والأفكار السلبية التي تراودني كل لحظة.

وصف لي الطبيب السبراليكس 20 mg وتحسنت قليلا، ثم راجعته فوصف لي الويلبوترين 150 mg مع السبراليكس 20 mg، فارتفع معدل التحسن، ولكن ليس كثيرا، فما زالت الأفكار السلبية تراودني، هل يمكنني رفع جرعة الويلبوترين إلى 300 mg مع السبراليكس 20 mg. الطبيب وصف لي الدواء مدى الحياة، لأنه عندما توقفت عن الدواء تعبت جدا ورجعت الأعراض، والسبب أن المرض قديم منذ 15 سنة كما قال الطبيب، وتحملت الألم ولم أقابل أي طبيب، لكن عندما تزوجت أصرت زوجتي أن أقابل الطبيب، فهل يضر الدواء على المدى البعيد؟ هل تمارين الاسترخاء تفيد في التخلص من الاكتئاب والقلق والرهاب الاجتماعي.

أنا ملتزم دينيا، وأحس بالضيق إذا سمعت كلاما سيئا أو شتما في الدوام، ولا أستطيع الرد، وأشعر بالتنمر علي بسبب التزامي الديني، عندما كنت صغيرا وأذهب إلى المسجد، كان أطفال الحي يتشاجرون وهذا أثر علي سلبا، بحيث لا أستطيع الخروج من المسجد وأنا كبير، خاصة مع وجود أطفال خارج المسجد، حيث أتذكر الماضي السيء، وخاصة لم أستطع العلاج بسبب المبالغ الباهضة للعلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا بأس من زيادة جرعة الويلبيوترين إلى ثلاثمائة مليجرام مع السبرالكس عشرين مليجرامًا، ولا بأس من الاستمرار في مضادات الاكتئاب إذا كانت هناك انتكاسات كلما توقف الشخص عن الدواء، والمدة قد تطول، لكن لا ندري في المستقبل قد يحصل تحسُّن ملحوظ، وقد يقوم الطبيب بتخفيف الأدوية أو حتى سحب الدواء، واستمرارك في الدواء الثاني، وهذا أيضًا شيء مفيد.

نعم الاسترخاء يساعد كثيرًا جدًّا في علاج الاكتئاب والقلق والرهاب الاجتماعي، وكذلك العلاج النفسي، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي، مع العلاج الدوائي، يؤدي إلى نتائج طيبة، ونتائج أفضل، فالجمع بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي أفضل من استعمال الدواء وحده، وأحيانًا يُساعد في تخفيف الجرعة الدوائية أو حتى التوقف عن الأدوية.

لذلك إذا استطعت أن تتواصل مع معالِج نفسي لإجراء جلسات علاج سلوكي معرفي يكون أفضل -أخي الكريم-.

الحمد لله أنك ملتزم دينيًّا، وهذا سوف يُساعدك كثيرًا، ولتعلم – أخي الكريم – كما جاء في الحديث: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ))، والآن أنت تستنكر المنكر بقلبك، وهذا حسب قدرتك، ومن ناحية نفسية عدم قدرتك على التصدّي، وهذا -إن شاء الله- يرفع عنك الحرج، ولا بأس أن تجلس في المسجد لفترة من الوقت، فهذا في حد ذاته عبادة، حتى يذهب الأطفال، طالما هذا يُسبب لك إزعاجًا ويُذكِّرُك بالماضي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً