الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السكن مع شخص صاحب شخصية مختلفة وأثره على الحالة النفسية

السؤال

قبل سنه من الآن سكن معي شخص، ومنذ أول يوم لانتقاله بدأ يتحدث لي عن تجاربه السيئة في السكن المشترك، ومن قصصه فهمت أن الأشخاص كانوا يتقصدون فعل أشياء تزعجه، حتى لو تحدث إليهم كانوا يعاودون فعل نفس الأشياء المزعجة، حتى أنه قال لي إنه كان على وشك أن يقتل أحدهم.

تبين لي بعدها إنه إنسان لحوح أو أنه كان يتحدث عن شركاءه السابقين في السكن، وكأنه كان يصف نفسه، مثال عن ذلك: أتى لي ذات يوم، وقال لماذا لا نترك مفتاح بريد الرسائل في الصندوق خارجا، قلت له لا، لأن أي شخص سيتمكن من أخذ الرسائل في اليوم التالي، قال لي لماذا لا نتركه في الأسفل ونخفيه في مكان ما، وهكذا يعيد ويكرر، وكأنه يريد أن ينفذ ما في عقله، حتى ولو كان لا يناسبني أو غير منطقي، وكان كل ما جلسنا سويا يتحدث لي عن كورسات البرمجة التي يشتريها ويدرسها مع أن اختصاصه آخر، ورغم أني قلت له أكثر من مرة أني لا أفهم بالبرمجة، ولا أحبها، لكنه كان يعاود الحديث في نفس الموضوع.

مع مرور الزمن اختلفنا عدة مرات، وأصبحت لا أطيق أن أراه أبدا، بعد ذلك بدأت تظهر لي أعراض شك أنه يريد إيذائي بدس شيء في طعامي، ومرت فترة من الزمن، وكأن صورته منطبعة بعقلي، ولا أستطيع التخلص منها، وأحيانا وبشكل خفيف أسمع أصواتا خافتة غير موجودة، كلمات مثل مرحبا أو كيف الحال، أقصد أنها ليس لها دلالات أو معنى -هذه الأصوات قديمة منذ ٢٠١٢ موجودة بعدما أصابني الوسواس القهري، وليست مزعجة بالنسبة لي، كما أصبحت لا أهتم بالنظافة، هل سبب الضغط النفسي من هذا الشخص سبب ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم السكن مع شخص بهذه الأوصاف التي ذكرتها بدقة في استشارتك يُسبب ضغطًا شديدًا لأي شخص؛ لأنك تعيش معه وتقابله يوميًا، وتحتكّ معه في كثير من أمور السكن، وهذا يُسبِّب لك ضغطًا مستمرًّا، وبالذات أنك كنت تعاني من الوسواس القهري من قبل أن تلجأ إلى السكن مع هذا الشخص، فهذا عامل إضافي، أي أنك عندك القابلية والاستعداد لحدوث أعراض نفسية، بالذات إذا تعرضت لضغوطٍ، وليست هناك ضغوط أكثر من أن يعيش معك شخص بهذه الأوصاف التي ذكرتها أخي الكريم.

الحل: عندك مخرج بأن تُغيّر السكن مرة أخرى؛ لأن هذا شيء لا بد منه، ولا تستطيع تغييره، وإذا كنت لا تستطيع تغيير السكن وتغيير هذا الشخص، فقد تحتاج إلى علاج أخي الكريم، لأنه بدأت تظهر عندك أعراض واضحة من القلق والتوتر والضغوط النفسية، فقد تحتاج لعلاج ليساعدك في الاستمرار مع الحياة مع الشخص بدرجة معقولة من التحمُّل.

وقد يتطلب هذا الأمر أن تذهب إلى طبيب نفسي ومقابلته، وأحيانًا مجرد مقابلة الطبيب النفسي والشكوى له وإفراغ ما بداخلك من ضغوط – من هذا الشخص الذي تعيش معه – قد يُساعدك كثيرًا، وقد يتطلب وقتًا، فقط مقابلة الطبيب النفسي وعمل جلسات معه، أو قد يُقرر في فترة ما كتابة أو وصف دواء لك من مضادات الاكتئاب لمساعدتك.

لذلك أرى أن تزور طبيبًا نفسيًّا – أخي الكريم – إذا كان لا بد من الاستمرار في العيش مع هذا الشخص.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً