الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الحلول الشرعية العملية للتعامل مع أختي العنيدة وغير الخلوقة؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي أخت عنيدة وأخلاقها فاسدة، تتكلم مع الأجانب وتبادلهم الصور المخلة بالحياء، ولسانها سليط تنطق ألفاظاً لا تجوز شرعاً، وبناء على هذه الأخلاق والتصرفات التي تصدر منها تجعلني أفكر في الانتقام منها شر انتقام، لكن تأتي صورة أبي المتوفى منذ 3 سنوات الذي أوصانا بالإحسان إليها وألا نعتدي عليها، فما هي بعض الحلول الشرعية العملية للتعامل مع هذا النوع من الأخوات -أصلحها الله-؟

وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك.

بداية: أهنئك لحسن تصرفك وحكمتك وعدم تهورك وعدم لجوئك لطريقة الانتقام؛ لأن ذلك سيوقعك في خطأ أكبر من الخطأ الذي ستعانيه، وكما أنه ليس الأسلوب التربوي المطلوب؛ لأن العنف والقوة لن يفيدان في هذه المواقف، فما قد تتوقف عنه أختك بشكل مؤقت قد تفعله دون علمك وبطريقة احترافية.

طبعا لا شك أن ما تقوم به أختك هو أمر مؤسف وغير مقبول لا شرعاً ولا ديناً ولا أخلاقا ومن حقك أنّ لا ترضى بذلك، ولكن كما قلنا آنفاً إنه لحل مثل هذه المشكلة الحساسة عليك أنّ تفكر جيداً وملياً بالأسلوب المناسب، كما أن عليك أن تبحث عن الأسباب التي أدت إلى اتباع أختك هذه الأساليب.

لقد ذكرت في رسالتك أن أختك تغيرت منذ أن توفي والدك -رحمه الله-، وهذا يعني أن هناك عوامل أوصلتها إلى هنا، فقد يكون غياب والدك أثر عليها نفسيا وبشكل كبير مما أدى ذلك إلى فراغ عاطفي عندها، وبسبب انشغالكم لم ينتبه لها أحد، فهي حتماً فقدت عاطفة والدها وعانت من فراغ عاطفي لم يشبع من قبلكم، وقد يكون مرجع ذلك إلى انشغالكم عنها.

وحل مشكلة أختك يتطلب منك:
- التودد إليها وتقوية رابط الأخوة بينك وبينها قدر المستطاع، وعليك بالهدية والكلمة الطيبة فإنهما تلينان الحجر.
- الاحتواء، والنصح، والمتابعة، والحزم، والصبر في بداية الأمر، ومعالجة للموضوع بشكل تدريجي، وليكن أسلوبك مبنياً على شدة التأنيب ولكن بعتاب محبة أخ محب لأخته، وكن لها بديل الأب والصديق.

واقرأ معي حديث نبي الأمة ماذا قال وأوصانا بالأنثى حيث قال: "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو ابنتان، أو أختان، فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهنّ فله الجنّة" رواه الترمذي، وفي حديث آخر قال لنا: "من ولدت له ابنة فلم يئدها ولم يهنها، ولم يُؤثر ولده عليها -يعني الذكر- أدخله الله بها الجنّة". رواه أحمد. وهنا أود أنّ أذكرك بوصية والدك كما ذكرت لنا حيث قلت: (أبي أوصانا بالإحسان إليها وألا نعتدي عليها). نرجو منك أنّ تحفظ الوصية.

لذا:
- ساعدها بتقوية الوازع الديني والإيماني لديها من خلال سماع المحاضرات الدينية لتتعلم حكم مثل هذه العلاقات ولتستشعر مراقبة الله سبحانه لها، وتعريفها بحكم مثل هذه العلاقات في الشرع.
- ساعدها على إشغال وقت فراغها بما هو مفيد لها في كل الأصعدة، كانتسابها لبعض الجهات الخيرية النسائية؛ إذ أنهن يمارسن كثيرا من الأنشطة ويحتجن مساهمة الطاقات الشبابية لإقامة برامج مفيدة للمجتمع، فاحرص على أن تشارك أختك في إحدى تلك المراكز والأنشطة.
- طبعاً استعن بوالدتك ولتبحث لها عن داعية متمرسة في أمور الوعظ والتوجيه والإرشاد وأن تكون أيضا متفهمة لأمور ومشاكل الشباب في مثل سنها، ولتسع لها لحضور محاضرات للنساء تعالج مشاكل البنات بطريقة حضارية.

وانتظر عليها بعض الوقت، وإنّ لم تجد منها استجابة فعليك عندها قطع عليها كل السبل التي تساعدها للوصول إلى هذه الطرق من جوال وحاسوب، ونرجو عدم استخدام العنف.

يمكنك التواصل معنا إن احتجت لذلك عزيزي زيد، وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً