الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يرفض أن يخطب لي فتاة لأني لم أكمل دراستي الجامعية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعجبت بفتاة في الجامعة، واستمر الإعجاب إلى أن أصبحنا نحب بعضنا، والحب الذي بيننا قوي جدا، ونيتي صادقة تجاه الفتاة، وأريد أن أكمل دراستي، وأتزوجها، مع العلم أني أكبر من الفتاة بسنة واحدة، وأنا أخاف الله جدا وأقرأ القرآن وأصلي لله، والحمد الله.

مشكلتي أن والدي يرفض الخطبة الطويلة، والمشكلة أن الفتاة يتقدم لها الكثير من الناس لخطبتها، وأنا أخاف أن أخسرها وأريدها زوجة لي، لا أريد الزواج منها الآن، ولست مستعجلاً على الزواج، أريد أن أتقدم لخطبتها لكي أضمن أني لن أخسرها ووالدي يرفض الخطبة الطويلة لمدة 3 سنوات.

مع العلم أني قد سألت في ديننا على الخطبة، وليست هناك مشكلة في الخطبة الطويلة في الشرع والإسلام، وأعرف أن للخطبة الطويلة عيوبا، وأن على علم أن من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وللعلم أن أبا الفتاة التي أحبها لا مانع لديه من طول الخطبة أو قصرها، وهي عائلة محترمة، وتخاف الله.

أفيدوني ماذا أفعل؟ بارك الله فيك، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جبران ليبيا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك على حسن العرض للسؤال، وحرصك على معرفة رأي الشرع، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يجمع بينك وبين الفتاة على الحلال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

لا شك أنه ليس في الإسلام ما يمنع من أن يخطب الإنسان فتاة، وقد أشرت أن في طول الخطبة أضرارا، ونرجو أن يتفهم الوالد هذا الوضع، ونقترح عليك وعليه وعلى الأسرة أن يكون هنالك تواصل ولو على غير موضوع الخطبة، بأن يتكلموا أننا نريد فلانًا لفلانة في الوقت المناسب، ولا أدري بعض الشعوب عندها هذا الأمر موجود، يعني: كأنك تحجز الفتاة، أو كأن أهلك يتكلموا في شأن الفتاة، وهذا كان معروفًا حتى عند العرب قبل الإسلام.

ولذلك لمَّا جاءت خولة لخطبة عائشة – رضي الله عنها – للنبي صلى الله عليه وسلم استأذن الصديق في أن يذهب إلى المطعم بن عدي، وكانوا قد تكلموا في شأن عائشة لولدهم، فهذا المعنى معروف، والقبائل العربية والناس يعرفون هذا.

فلو أن والدتك كلمت والدتها (أنَّا نريد فلانة لفلان، وسنأتي في الوقت المناسب للخطبة) فإن هذا يكفي، وعندها لن يتصرفوا ولن تتصرف الفتاة إلَّا بعد الرجوع إليكم، حتى لو طرق بابها خاطبٌ آخر.

فأرجو أن تتفهم مع الوالدة لتصلوا إلى الحل المناسب، إذا كان هذا الحل متعذرا، وهذا النظام غير مألوف ومعروف، فلا مانع من أن تجتهد في إقناع الوالد، واستعن في ذلك بالعقلاء والفضلاء والدعاة المؤثرين على الوالد، حتى تصل إلى ما تريد، ولا تدخل في مواجهة مباشرة مع الوالد، وابحث عمَّن يتكلم بلسانك من الأعمام أو الأخوال أو الفضلاء.

وإن لم يكن ذلك أيضًا ممكنًا فما عليك إلَّا الصبر، استعن بالصبر والصلاة، فعاقبته طيبة، {واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}، واستعفف وتحرى العفاف حتى يُغنيك الله من فضله، {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}، وليكن من دعائك: (اللهم اغفر ذنبي، وطهر قلبي، وحصن فرجي).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً