الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن الحياة بلا تخيلات تكون كريهة!

السؤال

السلام عليكم.

أشعر إذا كانت الحياة عادية ليس فيها سوء ولا شيء تحبه النفس أشعر أنها كريهة، أتخيل عملا أحب فعله مثل تصميم الحاسبات وأنظمة التحكم وهندستها أو عملا آخر وكذلك أحلام اليقظة، بحيث هذه التخيلات وأحلام اليقظة تسبب لي نشوة نفسية، حتى لو قالوا إن هناك قصرا جميلا أشعر أني لا أميل إليه مع أن الشهية جيدة جداً، علما أن تلك النشوة النفسية تؤثر سلبا على مذاكرتي، ولو لم أفعل هذه التخيلات وأحلام اليقظة أشعر أن الحياة ستكون كريهة مع أن ليس فيها سوء أو علة، وساوس في الدين وغير الدين وضعف تركيز، أشياء ربما صحيحة ليست خاطئة أتردد في فعلها خوفا أن تكون خاطئة فيستغرب الناس، وأستحي من الناس ربما فوق المطلوب.

تأتي مرات أرمي أشياء ومرات أكسر أشياء غير غالية الثمن، ومرات أصرخ على إخوتي، ومرات لا أتعامل جيدا مع غيري، كل ذلك رغبة في الصراخ وكسر الأشياء وعدم التعامل الجيد.

عندما أدعو وأنا متلذذ بالدعاء أو أستغفر وأنا متلذذ أو إذا كنت نظيفا بشكل كامل بدناً وملبسا أشعر بوجع نفسي لا هو بالحزن ولا بالقلق ولا بالغضب، أشعر فقط بشد أو وجع نفسي حتى أضرب الطاولة التي أذاكر عليها.

أكثر من مرة أشعر فيها أني أريد بشدة أن أفعل بعض الأشياء التي أرغبها، وأشعر أني لست مرتاحا إذا لم أفعل هذه الأشياء، مرات تأتي أشعر فيها بحزن وغضب بدون سبب، أخاف من أن أكون في وقت فراغ ليس خوفاً أن لا أعمل شيئاً، أو خوفا من أمر معقول، ولكنه خوف لأني فارغ وقد يكون ذلك غريبا، فما هو ذلك؟ وما الحل؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: يبدو أنك تعاني من حساسية مفرطة للمواقف والأحداث وكلام الآخرين عنك وكلامك معهم، وهذا يزيد من القلق والخوف لديك والغضب أحياناً من تصرفاتك وتصرفات الآخرين؛ لذا ننصحك بما يلي:

- احصر الظروف التي تشعر أنها تستجر المواقف المؤلمة أو المشاعر التي ذكرتها، واكتب هذه الظروف من الأكثر تأثيراً فيك إلى الأقل تأثيراً، واعمل على تحييد هذه الظروف، بمعنى: أزل هذه الظروف من محيطك، فإذا كان الحديث مع شخص ما يجعلك تتوتر، تجنب الحديث معه. وهكذا مع بقية الظروف.

- ابدأ الآن باختيار مشكلة واحدة ذات أولوية، وابدأ بتطبيق استراتيجية الإزالة المنتظمة للتحسس النفسي وصولاً إلى المواجهة ، من خلال:

(أ‌) استرخِ على سرير في مكان هادئ.
(ب‌) تخيل المشكلة التي ستواجهك، وسَتُحدث فيك القلق والخوف.
(ت‌) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.
(ث‌) تصور الموقف يحدث وتخيل أنك هناك فعلاً.
(ج‌) عندما تفعل الخطوة (ث) فأنت ستشعر ببعض القلق.
(ح‌) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.
(خ‌) استرخ وأرح عضلات جسمك.
(د‌) ارجع وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.
(ذ‌) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.
بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى التحسس النفسي المفرط لديك عن طريق إزالة القلق والخوف لديك.

- لكي تجعل العلاج مُكتملاً، فإن عليك الآن أن تفكر بهدوء، بالتصرف الصائب في ذلك الموقف وكيف تواجهه وأن تُخطط لذلك بهدوء وحكمة، وسوف تُدهش عندما تكتشف أن قلقك وخوفك وتوترك في الماضي كان يجعلك تتوتر بشدة، وكان يمنعك من التفكير أو التخطيط في هذا المجال، وكان يَحول دون أن تُفكر بوضوح في ذلك الموقف، وسوف يختلف الأمر كله الآن.

- بعد الانتهاء من المشكلة الأولى والتي تستحوذ على أهمية عالية في تفكيرك، الآن انتقل إلى المشاكل الأخرى، ورتبها من الأكثر تأثيراً إلى الأقل تأثيراً، وجرب الاستراتيجية التي استخدمتها في الخطوة رقم (3) وكرر الخطوات مع الموقف الأول، فالموقف الثاني فالثالث، وهكذا إلى أن تبدأ تشعر بعدم الإنزعاج من أي منها، وتستطيع التعامل مع كل المواقف.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً