الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إهمال الزوج لزينته وأناقته وأثر ذلك على الزوجة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي مع زوجي، حيث أنه لا يهتم بمظهره ولا بأناقته، حاولت معه كثيراً ولكن بلا فائدة، الآن أنا خائفةٌ على نفسي فعندما أنظر لرجل أنيقٍ أكره زوجي، وأندم على اليوم الذي تزوجته فيه، أرجو أن تعطوني حلاً لهذه المشكلة وأن لا تهملوا رسالتي.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة العفيفة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جلَّ وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يصلح لك زوجك، وأن يؤلف بين قلوبكم، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأعتقد أن مثلك لا تسقط أبداً إن شاء الله، فالمؤمنة الصادقة أقوى من الجبال الشم الراسيات، وأن الدنيا كلها لو سقطت فإنها لن تسقط؛ لأن الحق جلَّ جلاله يثبتها ويصونها ويحفظها ويعزها بطاعته، ولذلك أنا شخصيّاً أقول أن شخصية صالحة مثلك لا يمكن لها أن تسقط بسهولة؛ لأن الأخت التي تتصل بهذا الموقع عادةً ما تكون من الصالحات، وأنا أحسبك كذلك ولا أزكي على الله أحداً.

إذن دعينا نستبعد فكرة الفتنة أو السقوط من كلامنا وتفكيرنا؛ لأنها غير واردة في قاموس الصالحات إن شاء الله، ولكن تعالي معي نفكر في الحل، واسمحي لي أن أسألك بعض الأسئلة:

1- أليس في زوجك صفات أخرى حسنة وجميلة أو حتى مقبولة؟

2- إذن لماذا تسلطين الضوء على هذه السلبية وتنسين هذه الإيجابيات؟ هذا نوع من الظلم الذي لا يليق بمثلك.

3- ما منا من أحدٍ من الرجال أو النساء إلا وفيه من العيوب ما الله به عليم، والفارق فقط أن عيب زوجك ظاهر، أما الآخرون فعيوبهم مستورة، ولو اطلعت على الحقيقة لأصابك الذهول من هول ما تعرفين.

4- ابذلي مزيداً من الجهد، وحاولي مرات ومرات، وجددي طريقة العلاج، وغيري أسلوب الطرح، وقربي المسافات بينك وبينه.

5- إياك أن تظهري له نفورك منه؛ لأنك بذلك تفقدين القدرة على التغيير، وتكونين في الجبهة المعارضة التي لا يقبل قولها حتى وإن كان صدقاً.

6- أكثري من جلسات المصارحة، واطرقي الأمر بهدوء كلما أتيحت الفرصة، وأشعريه برغبتك الشديدة في أن تري زوجك قمراً منيراً وجنة غناء تفوح بالمسك والفل والياسمين.

7- إذا أقدم على أي تغيير ولو جزئي امدحيه بقوة، وشجعيه على الاستمرار، وأعطيه الرسائل الإيجابية التي تقوي من عزمه.

8- لا تفشي سره لأحد مهما كان، واجعلِ الأمر سرّاً ولو على الأقل من جهتك.

9- وفري له كل أسباب النجاح في مهمته وساعديه عمليّاً على ذلك.

10- أكثري له من الدعاء أن يوفقه الله إلى تحقيق ما تريدين.

11- كوني دائماً شامة ووردةً طبيعية غاية في الأناقة والعطر الفواح، لعله أن يستحي منك أو يحاول أن يقلدك أو يتأسى بك.

12- حاولي غض البصر كما أمرك الشرع، ولا تملئي عينك من الحرام، فذلك كفيل بعلاج المشكلة وحده.

13- أنا واثق من قدرتك على الصبر ومساعدة زوجك والوصول به إلى بر الأمان، فمثلك جديرة بهذه الثقة، فهل يا ترى تخيبين ظننا فيك أيتها الدرة المصونة والجوهرة المكنونة أم لا؟
مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك الشاقة، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً