الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالتقصير نحو الزوج.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فأنا أحب أن أرضي زوجي بكل ما أستطيع لأجل الله سبحانه وتعالى، ولكني لا أشعر بارتياح، لأني أشعر أني مقصرة جداً في حقه وذلك من خلاله عندما يراني وقد نسيت شيئا أمرني بفعله مثل وضع الأدوية في مكان عالي حتى لا يصله الأطفال، أو إذا سقط طفل على الأرض أو إذا رأى بعض الأطعمة قد فسدت.

علماً بأن زوجي هو السبب في فسادها وذلك بأنه مثلاً يشتري الفواكه قبل انتهاء الأولى ولا يسألني ما إذا انتهت أم لا؟ بل حتى عندما أقول له يا حبيبي اسألني قبل أن تشتري الطعام، يجيب بأني لا أطعمه وأولاده هذه الفواكه؛ لذلك تفسد، صحيح أني لا أعطيهم كثيرا؛ لأن هناك أطعمة أخرى مثل الغداء والعشاء والمشروبات؛ لذلك أحب أن أنظم لهم الطعام، وأن نقلل أكل الطعام تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع).

علماً بأننا قليلون، ولدينا 3 أطفال أحدهم رضيع، ونحن في الغربة والضيوف لا يأتون إلا نادرا، فمن يأكل كل هذه الأطعمة، أنا أقر بسخاء زوجي جزاه الله خيراً، ولكن للسخاء حدود، فمن يتحمل نتيجة الإسراف بنعم الله، وأيضاً من المشاكل أني لا أستطيع أن أقوم بجميع أعمال المنزل قليلها وكثيرها؛ لأنه ليس هناك خادمة وحتى إذا كانت متوفرة فأنا لا أريدها لأجل استقرار بيتي وتربية أولادي، ولكن زوجي يحاسبني فيها فأشعر وكأني في معسكر تدريب لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ فأغضب بعض المرات وأقول: الست بشر، لماذا هذا الحساب؟ لماذا سمي الإنسان إنساناً إذا كان لا ينسى ولا يخطئ؟ ولكن أحمد الله الذي صبرني فأنا عندما أغضب عليه لا أطلق عنان لساني، ولكني أسكت وأتذكر من هم أشد بلاء مني، ثم أرجع إليه وأقبله وأطلب منه العفو والصفح، ولكني أشعر أن صبري يقل هذه الأيام وأقول في نفسي هو المخطئ، فلماذا تبادرين طلب العفو؟ حتى أنني هذه الأيام أرفع صوتي عليه، وأقول دعني وشأني، ولقد طلبت منه أن لا يعين الشيطان علي، مع أني أعاتب نفسي كثيراً كلما رفعت صوتي عليه، وليس هناك مشاكل كبيرة غير هذه، وربما هي مشكلة الإسراف ولكني خائفة من تراكمها وأن يشعر زوجي بعدم السعادة ثم أكون ناشزة فأغضب الله والعياذ بالله، فهل أنا آثمة حقا؟

أريد نصيحتكم وبارك الله فيكم وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ ن.ع.م حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فكم نحن سعداء بمشاعرك الطيبة تجاه زوجك، وكم نحن فخورون بحرصك على إرضائه والمسارعة للاعتذار حتى لو كان هو المخطئ، وهذا من سمات الصالحات (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأدت زكاة مالها وأطاعت بعلها دخلت جنة ربها)، وبشرى لكل امرأة تطلب رضا زوجها وهي تردد (لا أذوق غمضاً حتى ترضى)، ولا شك أن الشعور بالتقصير هو بداية الإنجاز والنجاح ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وخيراً.

وإذا كان الزوج سخيا ويحرص على إحضار الفواكه فهي مفيدة لنمو أطفاله ونافعة لصحتهم فاجعليها في متناول أيديهم ولا مانع من المبادرة إلى الاعتذار في كل مرة، ولا تلتفتي لوساوس الشيطان ولن يزيدك اعتذارك إلا رفعة عند الله ثم عند زوجك، مع ضرورة تجنب المشاجرات ورفع الصوت أمام الأطفال، وحتى أمام الطفل الرضيع، وذلك لأنه يتأثر سلباً بارتفاع الأصوات وكثرة المشاجرات التي يحرص الشيطان على إشغال نيرانها لأتفه الأسباب.

وأرجو أن يحرص الزوج على عدم الإسراف واستأذني منه في توزيع ما زاد عن حاجتكم لمن يستحقونه من الفقراء والأيتام.
ونحن ننصح هذا الزوج بكثرة الشكر لله الذي رزقه بزوجة تحرص على رضاه، وندعوه إلى تقدير الأحوال والظروف التي تمر عليك مع ضرورة مساعدتك ولو بالكلمات الطيبة والتشجيع المستمر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً