الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصارح أهلي بالساحر الذي يهددني ويريد أن يغويني؟

السؤال

السلام عليكم

هناك رجل يدعي أنه صاحب علم في أمور الجن والشياطين، وأنه ليس بسحر بل هو علم قد تعلمه من الكتب، ومن بعض الأمور الغير مفهومة.

هذا الرجل يعتني بي وبأفراد عائلتي بشكل جيد نوعاً ما، لكن أفراد عائلتي لا يعرفون أن هذا الرجل ليس سوا كاذب ومنافق لأنه يتحرش بي.

المقصود من الأمر أنه يريد أن يمارس معصية -والعياذ بالله- وهذا الأمر يزعجني كثيراً، فما هو الحل؟ لأن هذا الرجل يتوعدني بالقتل، وأنه سوف يغلق علي كل أبواب التوفيق.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يُجنّبك كل سوء ومكروه، وأن يدفع عنك شرَّ الأشرار، وقد أحسنت -أيها الحبيب- حين قررت الاستعانة بمن يُعينك ويُبصّرُك بما ينبغي أن تفعله، ونصيحتُنا لك أن تتخذ كل الأسباب والأسانيد التي تقطع علاقتكم بهذا الرجل، فما دام يحرص على أن يفعل المعصية والعياذ بالله فهذا يدلُّ على أنه ليس ما يحمله من أمور الجن والشياطين من العلم الذي أباحه الله تعالى لدفع شر الجنّ والشياطين، ولكنّه من أولياء الشيطان، وبلا شك أنه ظالمٌ لنفسه وظالمٌ لغيره.

وينبغي لك أن تكون شُجاعًا فتُطلع أهلك على هذه الحقائق، وإن استطعت أن تتخذ بعض أساليب الإثبات -أدوات الإثبات- كتسجيل مكالمة له -أو نحو ذلك- فهذا ممَّا يقوّي حجتك ويدفع ما قد يكون في صدورهم من الريب أو الشك.

وعلى فرض أنك لا تستطيع ذلك فينبغي أن تكون شُجاعًا في إخبار أهلك بما يحاوله، وأن تقف أمام محاولاته هذه بشجاعة، وتعلم أن الله سبحانه وتعالى سيتولّاك وينصرك، وأن هذا الخبيث مكره من جنس الشيطان، ومكر الشيطان ضعيف، فأنت الذي ينبغي أن تكون في موقف القوة، وأن تُهدده بفضح أمره والتشهير به، وليس العكس.

وأمَّا أنه سيُغلق عليك أبواب التوفيق فهذا جزءٌ من كذبه، فأبواب التوفيق بيد الله -سبحانه وتعالى-، هو الذي يُوفِّقُ مَن يشاء ويحرمُ مَن يشاء، فتوكلْ على الله، وتحصَّنْ بذكر الله تعالى، داومْ على الأذكار صباحًا ومساءً، وعند النوم وعن الاستيقاظ، وأدِّ فرائض الله تعالى، واجتنبْ ما حرَّم الله، وسيحميك الله -سبحانه وتعالى-.

والوصية النبوية معلومة لديك، إذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك)، {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}، هكذا قال الله تعالى في كتابه الكريم، فالله كافيك شرَّ الأشرار.

نسأل الله تعالى أن يصرف عنك الشر وأهله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً