الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التعب النفسي بسبب طلاق زوجتي الأولى.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر ٢٨ سنة، تزوجت زميلتي في الجامعة بعد حب ثلاث سنوات، واستمر زواجنا ١١ شهراً بدون أطفال (هذا جزء من المشاكل حيث إني لم أكن أرغب في الإنجاب لفترة معينة، وزوجتي تريد الإنجاب).

في البداية حياتنا كانت ممتازة، وبعدها بدأت المشاكل بتحريض بعض من أهلي لزوجتي، ووصلنا للطلاق، وبعدها حاولت أن أرجعها واتفقنا على الرجوع عدة مرات ونختلف في آخر لحظة، ورغم حبي إلا أني طلقتها طلاقاً نهائياً.

خطبت وتزوجت بضغوطات من الأهل بنتاً من الأقارب، وتم الزواج بسرعة، والآن أعيش معها ٤أشهر، والآن زوجتي حامل، وما قدرت أحبها رغم أنها جميلة، وتعاملني بما يرضي الله، وما قدرت أنسى زوجتي الأولى!

أنا تعبت نفسياً، وغير قادر أنساها، وأحس أني ظلمتها كثيراً، وقصرت في حقها، خصوصاً أني كنت أبحث عن عمل، وحالتي الاقتصادية سيئة، وأحس أنه تحريض بعض الأهل لها، وربما سحرها هو وفرق بيننا، وبأني تسرعت في الطلاق، وما قدرت أحب زوجتي الجديدة حتى الكلمة الحلوة، ومجاملتها ما قدرت.

انصحوني ماذا أعمل؟ أنا متعب جداً، وأفكر دائماً بزوجتي السابقة، وضميري يؤنبوني مع زوجتي الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الابن والأخ الفاضل – نسأل الله أن يُهيئ لك الخير، وأن يُهيئ لك السعادة والاستقرار، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

أرجو أولاً أن تُعطي هذه الزوجة الأخيرة –التي سيكون لك منها أطفال– تُعطيها حظَّها وحقَّها من الاهتمام والرعاية، وتقوم بواجبك تجاهها؛ لأن هذه أمور يُسألُ عنها الإنسان بين يدي الله تبارك وتعالى.

أمَّا بالنسبة للزوجة الأولى فالشرع لا يمنع أن تعود إليها، شريطة أن تكون الأمور بالنسبة لك وبالنسبة لها في منتهى الوضوح.

نحن لا نريد أن تخرب بيتًا لتبني آخر، ولكن الذي فهمناه أنك تقول: (طلقتها طلاقاً نهائياً)، فهل تعني بالطلاق النهائي أن الطلقات كانت طلقات ثلاثاً بائنة أم أن هناك فرصة للرجوع؟

قبل الرجوع لا بد من تصحيح من كثير من الأوضاع، ولا بد أن تكون الأمور أمامها واضحة، حتى لا تتأثر بضغوطات الآخرين، لأن المرأة العاقلة لا تسمع كلام الناس في زوجها، سواء كان من أهله أو من أهلها.

على كل حال: أرجو أن تُخفي ما في نفسك عن الزوجة الجديدة، خاصة وهي حامل، حتى لا تتأثّر، وبعد ذلك إذا أردتَّ الزوجة الأولى فلك أن تسلك السبل الشرعية لتكون زوجةً ثانية إن رضيت بذلك، وإن لم ترض فأرجو طي هذه الصفحات، ولا تظلم الزوجة الجديدة التي أشرت بأنها على خير ودين وجمال، وهي تحاول إسعادك.

أرجو أن تكون على قدر المسؤولية، واعلم أن بنات الناس ليست لعبة، والإنسان ينبغي أن يتعامل مع بنات الناس بما يرضاه لأمه وعمته وخالته وبنته وأخته، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

أكرر دعوتي لك بأن تُقبل على حياتك الجديدة، وتصرف النظر تمامًا عن الزوجة الأولى التي قد طلقتها، وكانت الطلقات طلقات ثلاثاً بائنة، فلا سبيل لك إليها حتى تنكح زوجًا غيرك، وإذا كان هناك مجال لإعادتها إلى حياتك ولم تكن الطلقات طلقات ثلاثاً فأرجو أن يكون أيضًا وُفق شروط واضحة ترتضيها، وأن تُصححوا من خلالها الأخطاء التي تسبَّبت في الطلاق في المرات الأول، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والاستقرار والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً