الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يرفضون زواجي من شاب؛ لأنه ليس طبيبا، فما الحل؟

السؤال

أنا طبيبة أسنان، تقدم لي شاب ليس من جنسيتي فرفضت وقتها بحجة الدراسة، وعندما تخرجت تقدم لي مرة أخرى، وافقت عليه، ولكن أهلي رفضوه وبشدة، وقاموا بإهانة الشاب وأهله؛ لأنه ليس طبيبا مثلي، ولأن أهلي أيضا أطباء، مضى على هذا الرفض ثلاث سنوات، وما زال الشاب متمسكا بي، وتقدم لي، ولكن أهلي رفضوه مرة أخرى، ولا يوجد سبب شرعي للرفض، أنا لا أشعر بالراحة مع غيره، ولا أتقبل زوجا غيره، فما رأيكم؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الحرص على التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يُقدر لك وللشاب الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يُلهمكما السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن الفتاة هي صاحبة المصلحة، ورفض الوالدين ما لم يُبنَ على قاعدة شرعية، على سوء في الخاطب المتقدم، فإنه لا عبرة به، ومع ذلك فنحن ندعوك إلى السعي في إقناعهما وتكرار المحاولات، وعلى الشاب أيضًا أن يستمر في إدخال أصحاب الواجهات من الفضلاء والعقلاء والعلماء حتى يُبيِّنوا لأسرتك.

ونتمنَّى أيضًا إيقاف العلاقة حتى تُوضع في إطارها الصحيح، ولعلَّ من أسباب الرفض في مثل هذه الأحوال هو أن العلاقة تتكون قبل أن يكتشف الناس ردّ فعل الوالدين، قبل أن يتأكدا من إمكانية إتمام الزواج، ولذلك نحن دائمًا ننبه إلى أن أول الخطوات لمن يريد أن يتقدّم لخطبة فتاة؛ أول الخطوات هو أن يُخبر أهلها ثم يُخبر أهله، لأن هذه من الأشياء المهمة جدًّا، ومهما يكون الشاب صالحًا ومهما كانت الفتاة صالحة فإن الأهل أحيانًا يرفضون لأنهم تفاجئوا، يرفضون لأن الإنسان عدوّ ما يجهل، وبالتالي هنا يحدث الإشكال.

وعلى كل حال: أنت تُشكرين على صبرك وانتظارك للشاب، وهو يُشكر أيضًا على تكرار المحاولات، ولكن أرجو دراسة الموضوع دراسة وافية، فإن كان الرفض شديدًا وهناك استحالة في أن تتم هذه الزيجة، فأرجو أن يبحث كلٌّ منكما عن سبيل يُناسبه، وإن كان هناك مجال – وهذا ما أميل إليه – بإقناع الأهل، بأن يأتي بالوجهاء والفضلاء والعقلاء حتى يُؤثروا على الوالد ويؤثروا على الأهل، فهذا السبيل الذي نميل إليه.

ولكن على كل حال: لا نرضى أن تأخذ المسألة مدة طويلة، لأن ذلك ليس في مصلحتك ولا في مصلحة الشاب، علمًا بأن أهلك من حقهم أن يقولوا رأيهم، لكن ليس من حقهم الإساءة للشاب، وليس من حقهم الإساءة لأهله، والشاب يُشكر على صبره على الأذى الذي ناله، ونسأل الله أن يُقدر لك وله الخير ثم يُرضيكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً