الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من شعور الخوف والهلع الشديد من الموت؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعاني منذ فترة كبيرة من تنميل في الجسد، ووجع متنقل في الرأس، وضيق التنفس، عرضت نفسي علي استشاري مخ وأعصاب وطب نفسي، وكتب لي الباروكستين قرص يوميا، والبراكس ربع قرص بعد العشاء وربع قبل النوم، استقرت حالتي على هذا الحال، وكانت نوبات الهلع والخوف تنتابني كل خمسة أو ستة أشهر مرة، لحظات وتنتهي، ومنذ فترة طويلة استطعت أن أتوقف عن الألبراكس، وأصبحت أخذ قرص الباروكستين قرصا يوما بعد يوم، مع استقرار حالتي.

منذ أسبوع انتابني الخوف والهلع الشديد مرة أخرى، فأصبح يهاجمني يوميا أكثر من مرة، أشعر بتنميل في جسدي، وأن جسمي كله سائب، ووجع بالرأس وتنميل وخنقة وضيق نفس وتعرق باليدين.

عدت لأخذ جرعة يوميا من البروكستين، ولم أستطع الحصول على الألبراكس، فأخذت بديلا له وهو الزولام، وينتابني شعور وخوف من لاشيء، ومن الموت، والخوف من أن أفقد وعيي ولا أفيق بعدها، وأخاف من الجلوس وحدي، وأصبحت أخاف من الذهاب للعمل خوفا من ركوب المواصلات، ينتابني شعور بأني سأتعب ولا أجد من ينقذني، وخاصة أن عملي في مدينة أخرى، ماذا أفعل؟ أريد أن أوقف التفكير وأهدأ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

للأسف هذا يحدث أحيانًا، أن تعود أعراض اضطراب الهلع بعد أن تتوقف، وإن شاء الله يحصل تحسُّن مرة أخرى طالما تحسَّنت في الأول على العلاج.

الـ (زولام) هو نفسه (ألبراكس) فقد يفيدك، استخدمه مع الـ (باروكستين) لفترة من الوقت، واستخدمه لفترة تتراوح بين شهر إلى شهرين، ثم بعد ذلك استمر في الباروكستين، وقد تحتاج إلى رفع جرعة الباروكستين لأنها تأخذ وقتًا حتى تعمل، وقد تحتاج إلى زيادة الجرعة بعد الانتكاسة أخي الكريم.

كما أنك قد تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، العلاج السلوكي المعرفي يُساعد كثيرًا مع العلاج الدوائي في التحسُّن والتغلب على أعراض اضطراب الهلع، ويمنع الانتكاسة بعد التوقف من الدواء، وهذا شيء مهم بالنسبة لحالتك، يمكنك التواصل مع معالج نفسي، ولأخذ علاج سلوكي معرفي، قد تتراوح ما بين 10 إلى 15 جلسة، مدة الجلسة خمسون دقيقة أسبوعيًّا، فيها يُعلُّمك المعالج النفسي مهارات لاستعمالها للتغلب على نوبات الهلع والقلق والتفكير المستمر، ويراجع معك أسبوعيًا النجاحات والإخفاقات، ثم يمدّك بإرشادات أخرى حتى تتحسّن وتستطيع التغلُّب على هذه الأعراض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً