الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يختار الزواج لابنته بشاب لا ترغب هي فيه؟

السؤال

السلام عليكم

كنت عرضت مشكلتي من رفض أبي قبول زواجي ممن أرغب رغم حسن خلقه ورقم السؤال (*2447405*)، الآن أبي يطلب مني أن أنسى الأمر تماماً، وإن لم أفعل فإنه بذلك يطلق والدتي، ووقتها أكون أنا السبب في تطليقها منه، وأتحمل الذنب عن ذلك.

الشاب يعمل جاهداً، ويبذل الكثير لوالدي كما أنه أرسل أخواله، وفي كل مرة يلاقيهم أبي بالرفض وفي كل مرة يضربني ويخبرني أن الفتاة غير الفتى لا يحق لها أن ترغب بشخص بعينه، وأنه حتى الفتى إن تعارضت رغبته مع رغبة أهله حول من يختارها زوجة فعليه أن يطيعهما، ولا يجادلهما في شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام ومتابعة التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يهدي والدك، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به.

يُسعدنا جدًّا أن يكون التواصل بالطريقة المذكورة، ونتمنَّى من الشاب أن يستمر في محاولاته المرَّة بعد المرَّة، فلا بد لمُكثر القرع للأبواب أن يلجَ، وأنت أرجو أن تلتزمي بما نصحناك به من ضرورة عدم الظهور في الواجهة، وطلبنا منك أن يتكلم بلسانك الأعمام والعمَّات والأخوال والخالات، يعني الأطراف الذين هم من على البُعد، حتى يُؤثروا على الوالد، وأعتقد أن الدعاة والعلماء لهم دورٌ كبير، ويمكن أن يصل للدعاة وللعلماء أحد أعمامك أو أحد إخوانك أو أحد أخوالك، أي واحد من المحارم يستطيع أن يُدخل الدعاة حتى يتكلموا مع الوالد ويستمروا في المحاولات.

أمَّا أنت فننصحك بإيقاف العلاقة وتجميدها حتى تتضح الأمور، ولا ننصح بالسباحة ضد التيار مع أبٍ يتعنَّتُ بالطريقة المذكورة.

عليك بكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وبزيادة البر للوالد، بعدم التكلُّم أنت بنفسك عن الشاب، لأن هذا فعلاً بعض البيئات ترفض مثل هذا الكلام، وترى أن كلام الفتاة في هذه الأمور غير صحيح، مع أن الناحية الشرعية لا إشكال فيها لمن طرق الباب وبدأ المجيء للبيوت من أبوابها، والشريعة لا تمنع الفتاة من أن ترغب في رجلٍ لدينه أو لأخلاقه أو لصفاته الجميلة.

الشريعة لا ترضى ما يحصلُ من الوالد إلَّا إذا كان هناك اعتبارات شرعية، كأن يكون الشاب فاسقاً، خارجاً عن الدين، له منكرات، له كذا، يخشى على دين ابنته، وأعتقد أن هذا غير متوفر في هذا الشاب، ولكن يبدو أن الوالد يتحكم في أمور ينبغي أن يجد مَن يُقنعه فيها ويحاوره فيها بهدوء.

أكرر دعوتي لك بتجميد العلاقة حتى تتضح الأمور، ونشرف أيضًا بالاستمرار في التواصل مع الموقع، ونكرر دعوتنا لك بأن لا تُحرجي الوالدة، ولا تُدخلي الوالدة، ولا تخوضي المواجهة بنفسك، اجعلي المواجهة يخوضها الأطراف من الرجال ومن محارمك، كما قلنا الأعمام والعمات والأخوال والخالات، الذين هم أطراف لهم تأثير، وكذلك الدعاة والعماء والفضلاء والوجهاء الذين يمكن أن يؤثِّروا على الوالد.

على الشاب أن يعلم أن إصراره وأن تكرار المحاولات من أهم العوامل المؤثرة على الوالد مع الضغوط التي تأتيه من أهلك، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً