الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الزواج، ومتردد في محادثة أهلي في الموضوع.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي في السنة الأولى، وأنا شخص -والحمد لله- ملتزم دينيا، ولكن نعلم جيدا أن في كل شخص خلقه الله سبحانه تعالى هنالك الميل للجنس الآخر، وأنا أخاف على نفسي أن أقع في الحرام، وأريد الزواج، ولكني متردد في إخبار أبي وأمي وأهلي، لأن من الغريب عندهم أن يتزوج شخص في مثل هذا العمر والمرحلة، ولكني حتى الآن لم أسألهم، لأني متردد، فما نصيحتكم لي؟ وهل يجوز أن يتكلم الشاب مع الفتاة عبر الهاتف بعد أو قبل الخطوبة؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونحيي حرصك على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يجلب لك رضا الوالدين، وأن يُحقق لك السعادة والآمال.

لا شك أن الملتزم هو أحوج الناس إلى إعفاف نفسه، وهذا الميل للجنس الآخر هو ميلٌ فطريٌّ، جعله الله تبارك وتعالى في نفوس الرجال والنساء لحكمةٍ عظيمة، والإسلام يعترف بهذا الميل وبهذه الفطرة، ويُريدُها طُهرًا وعفافًا، ويريدُ لمن يريد أن يرتبط بفتاةٍ أن يأتي البيوت من أبوابها، وأن يصل إليها عبر التواصل مع محارمها ثم يأتي بأهله.

ولا أعتقد أن هناك مانع في عرض الأمر على والديك، أو عرض الأمر على شيخ يحترمه الوالد من أجل أن يقترح عليه، وهذه أراها أجيد وأفيد، أن تتواصل مع إمام المسجد ليعرض على والدك ويُشجّع فكرة الزواج، ويمكن أن يطرح الفكرة أمامك، لأن هذا سيفتح لك بعد ذلك باب الحوار مع والدك، وإذا كان الوالد ميسور ويستطيع أن يفعل فإن الشرع أيضًا يدعوه إلى أن يُساعدك في بلوغ العفاف، لأن حاجة أبنائنا إلى العفاف لا تقلُّ عن حاجتهم إلى الطعام والشراب.

كذلك أيضًا إذا كنت قريبًا من الوالدة ويمكن أن تتفهم – أو الخالة أو العمَّة – فيمكن أن تطرح هذه الأمور إلى أقرب محارمك إليك من النساء وأقرب أعمامك أو أخوالك ليكون هو اللسان الذي يتكلم نيابة عنك، هذا بلا شك أفيد من أن تدخل في مواجهة مباشرة ودون مقدمات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير.

أمَّا بالنسبة للتواصل مع الفتيات: ما ينبغي أن تفتح على نفسك هذا الباب، والذي يجوز لك بعد الخطبة الرسمية المُعلنة أن تتواصل نعم مع مَن تخطبها من الفتيات، وحتى هذه الفترة – فترة الخطوبة – لا نريد أن يكون هناك تواصل كثير حتى لا يُؤثّر على دراستك وعلى مستقبلك أو على مستقبلها، ولكن هذا بابٌ مهمٌّ، من المهم جدًّا أن يتقيّد الإنسان قبل الخطبة وبعدها بالقواعد والضوابط الشرعية.

ولا نريد أيضًا أن تستعجل في هذه المسألة حتى تُحسن الاختيار، والإنسان لا يختار الفتاة وحدها، إنما يختار بيتها وأسرتها، لأن الزواج ليس علاقة بين شاب وفتاة فقط، ولكنها علاقة بين بيتين وأسرتين، وسيكون هاهنا أعمام وعمَّات، وهناك أخوالٌ وخالات. فهذه أمور التروِّي فيها مطلوب، وحُسن الاختيار ممَّا يُعين على إكمال الدراسة ويُعين على مسيرة الحياة، وهي طويلة، ولا تخلو من الجراح والأتراح - .

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وأن يُعينك على الخير، وأن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً