الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لي أن أصالح رجلا أجنبيا ظلمته مثلا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أما بعد فأنا طالبة في الثانوية، كانت لي بعض المشاكل مع زملاء لي في الدراسة لما كنت أدرس في مرحلة المتوسطة، حينها لم أكن أصلا أراعي آداب معاملة الجنس الآخر، ما أدى إلى تفاقم الأمور هكذا، فلم أعد أحادثهم، والآن حدث لي موقف جعلني أراجع نفسي ومعاملاتي، أتعجب هل يجب علي أن أصالحهم؟ وهل يجوز أن أحدث رجلا أجنبيا عني بهدف المصالحة، أو يمكنني فقط أن أطلب من الله عز وجل أن يغفر لي ما بدر مني من سوء أو ظلم تجاههم؟

أريد منكم المعونة فهدفي فعل ما يرضي الله، بدون تأنيب ضمير أو شك يصاحب أفعالي، مع العلم الآن ندرس في نفس الثانوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ashley29 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة في غاية الحساسية، والشريعة الإسلامية جاءت بمجموعة من الآداب والتوجيهات الإرشادية وبعض الأوامر الجازمة التي تقصد من ورائها إلى تجنيب الرجال والنساء الوقوع في فتنة الشيطان التي يُريدُ أن يجرَّهم إليه، فافتتان الرجل بالمرأة شيءٌ مُشاهد، وهو أمرٌ طبيعي، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركتُ بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء)، وحذّر أن نقع فيما وقعت فيه بنو إسرائيل، وأخبر أن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

لهذا ينبغي أخذ التعليمات الشرعية المنظمة للاتصال بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه؛ ينبغي أخذ هذه التعليمات مأخذ الجد – ابنتنا الكريمة – والوقوف عندها، والحذر من أن ينجرّ الإنسان وراء خطوات الشيطان، فإن الشيطان يدعو إلى المخالفات والفواحش خطوة خطوة، وقد حذّرنا الله تعالى من ذلك في كتابه فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

ولهذا يجب عليك أن تتعاملي مع الرجال الأجانب عنك وُفق هذه التوجيهات والتعليمات، فلا يجوز لك أن تضعي حجابك أمام واحد منهم، ولا يجوز لك أن تختلي بأحد منهم، ولا يجوز لك أن تُلامسي أحدًا منهم، كما لا يجوز لك أن تتكلمي مع واحد منهم بكلامٍ يُفيد ويُشير إلى خضوعٍ منك ولينٍ، فقد قال الله تعالى لأمَّهات المؤمنين: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.

ولذلك حرَّم كثير من الفقهاء على المرأة أن تبدأ الرجل الأجنبي بالسلام، قالوا: لأن ابتداءها له بالسلام يُثير فتنته ويُرغِّبُه بها ويدلُّه على تساهلُها وتهاونها معه، ونحو ذلك من المعاني التي يُثيرها الشيطان في نفسه عندما تبدأَهُ هي بالسلام.

فنصيحتُنا لك أن تتجنبي هذا الباب تمامًا، وأن تلتزمي فيه بهذه الضوابط، ونخشى أن يكون باعث التوبة والتخلص من الحقوق ونحو ذلك؛ أخشى أن يكون ذلك استدراج من الشيطان يحاول أن يجرَّك فيه إلى ما لا تُحمد عاقبتُه من المخالفات، فدعي عنك هذا التفكير.

نسال الله تعالى أن يوفقك لكل خير، واكتفي بالدعاء لمن وقعت منك له مظلمة بأن سببته أو نحو ذلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً