الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدّم لخطبتي شاب التزامه سطحي.. هل أقبله؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدّم لخطبتي شاب يعيش في كندا، ولا يتكلم العربية إلا قليلًا، التزامه سطحي، لكن أبدى حماسة لأن أعلمه القرآن، وأنا أحفظ من القرآن والحمد لله، استخرتُ الله، لكن ونحن نتعارف ذكر أنه قد زنا من قبل، فطلبتُ منه أن يتوب، وينيب إلى الله عز وجلّ، وقطعت الحديث معه فورًا، لكن أخشى أنني أظلمه إن كان تائبًا، وأخشى أمرًا آخر أن الله أرسله لي بذنوبي، وربما هذا هو جواب الاستخارة.

أنا مشتتة كثيرًا، وأثق بالقائمين على هذا الموقع، أفيدوني، أرجوكم.

ثم مبادرة شكرٍ للقيمين على هذا الموقع، نفع الله بكم ونفعكم ورزقكم خيري الدنيا والآخرة، لقد ساعدتموني كثيرًا في تجاوز ظلمات نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Suleima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الثناء على الموقع، ونؤكد أننا نتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يُلهمك السداد، وأن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به.

نحن سعداء لأنك سألت، وأنت في بداية المشوار، وهكذا تفعل العاقلات الفاضلات، وأرجو أن تكون نظرتك للشاب نظرة شاملة، وسعوا دائرة السؤال عنه، انظري في إيجابياته إذا ذكّرك الشيطان أو إذا ذكر لك ما عنده من السلبيات، وقد ذكر لك سلبية خطيرة، لكن إذا هو تاب، إذا ثبت صدق توبته فإن التوبة تجُبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن الإنصاف أن ننظر لإيجابيات الإنسان وإلى سلبياته، ثم نحكم عليه، وأنت مَن يُقدّر القرار الأخير، والقرار بيدك أنت، ولكننا نُرشد ونؤكد أن توبة هذا الشاب أساسية، وحرصه على الخير أيضًا عنصر أساسي، وقدرتك على تحمُّل الوضع واحتساب الأجر عند الله، والمقدرة على التأثير عليه هذا أيضًا من الأمور المهمة، ولذلك أرجو أن تتبعي الآتي:

أولا: عليك بالدعاء.
ثانيًا: عليكم بكثرة البحث والسؤال عن الشاب.
ثالثًا: عليك أن تنظري إليه نظرة شاملة بمعنى الإيجابيات والسلبيات.
رابعًا: عليك أن تُقدري مصلحتك، وتنظري في الفرص المتاحة أمامك، وتقيمي الوضع بالنسبة لك، فإن الحياة أيضًا فرص.
خامسًا: أرجو أيضًا أن تستشيري مَن يعرف الشاب ومَن يعرفك، ثم بعد ذلك تتخذي القرار الصحيح؛ لأن القرار الصحيح هو الذي ننظر فيه إلى عواقب الأمور ومآلاتها، وننظر في البدائل والفرص المتاحة.

نسأل الله أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً