الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن خطيبتي غير مرتاحة معي، فهل أفسخ الخطبة؟

السؤال

السلام عليكم.

خطبت فتاة وعقدت عليها، وبعد أسبوعين أخبرتي أنها تشعر بضيق واختناق عند الجلوس معي، فبدأنا أنا وهي في قراءة سورة البقرة، وما زلنا مستمرين.

بعد فترة تحسنت العلاقة بيننا، وادعت أنها صارت تحبني، واستمررنا على هذه الحالة 4 أشهر، ومنذ أسابيع صرت أشعر أنها كذبت علي، وأنها تجاملني وغير مرتاحة معي، وصرت أتمنى لو أني فسخت الخطبة من البداية، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير.
وما دمت قد عقدت على هذه الفتاة فهي زوجة، ولكن يبقى فقط مسألة الدخول بها، وهذا أمرٌ ينبغي أن يُراعى فيه عُرف البلد والمجتمع الذي أنتم فيه.

ولذلك فنصيحتُنا لك – أيها الحبيب – أن تُدافع هذه المشاعر التي تنتابك، وهذه الظنون التي تظنها في زوجتك بأنها تكذب عليك ونحو ذلك، فهذه الظنون لا برهان عليها ولا دليل، والأصل في المسلم الصدق، فلا ينبغي أن تُسيء الظنّ بزوجتك من غير برهان.

ثم ليس هذا ممَّا يدعو إلى فراقها وطلاقها، والشيطان يحرص كل الحرص على تفريق الأُسر بعد اجتماعها، وهدمها بعد بنائها، وهو يُرسلُ سراياه وجنوده لتحقيق هذه الغاية، فأحبُّهم إليه وأعظمهم منزلة عنده الذي يأتي إليه ويقول: (ما زلتُ به حتى فرَّقتُ بينه وبين زوجته)، كما جاء هذا المعنى في الحديث النبوي.

فاحذر إذًا من الوساوس التي يأتي بها الشيطان إليك ليحاول من خلاله أن يُبغِّض زوجتك إليك، واعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أرشدنا في هذا إرشادًا عظيمًا، حيث أخبرنا أن الإنسان لا تكتمل فيه الخصال المطلوبة، فلا ينبغي أن نهدُر الخصال الحميدة الجميلة إذا رأينا منه خصلة لا تُعجبُنا، فقال عليه الصلاة والسلام في خصوص الزوجين: (لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنة) أي لا يبغض مؤمنٌ مؤمنة (إنْ كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر)، فاعمل بهذا التوجيه تسعد -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً