الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا فتاة مراهقة أعاني من أحلام اليقظة، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 15 سنة، أعاني من أحلام اليقظة، رغم تفوقي الدراسي، إلا أني أحس أني أعيش في عالم آخر، حيث أني فتاة محبوبة مشهورة، واثقة في نفسها، وتدرس الهندسة، وكل مرة أصنع لنفسي (سيناريو) وأعيش فيه.

يمكنني القول بأن هذا العالم الذي اخترعته لي هو سبب سعادتي، لكني أحس أني لم أعد أستمتع بعالمي الحقيقي، بل أريد أي فرصة لكي أهرب إلى عالم أحلام اليقظة.

أنا أعاني من الخجل الشديد، وعدم الثقة في النفس عندما أكون في الشارع أو المدرسة أحس بأن الجميع ينظر إلي، وهذا ما يجعلني أتصرف بغرابة، ومن كثرة خجلي لا أستطيع أن أرفع أصبعي في القسم.

هذا يسبب لي مشكلة كبيرة، لا أعرف ما سبب عدم ثقتي في نفسي؟! فأنا واثقة من قدراتي، وأستطيع أن أحقق ما أريد، لكن في نفس الوقت لا أشعر بالراحة عندما أكون مع أي أحد باستثناء أبي وأمي وإخوتي.

هذا الأمر أعاني منه منذ أربع سنوات، وكل مرة أقول لنفسي سيأتي الوقت وتتخلصين منه، لكني أرى أنه حان الوقت لأتعالج.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة: مشكلتك تكمن في عدم القدرة على التعبير عن ما يجول في خاطرك من كلام أو أفكار بسبب الخجل، وهذا الضعف يُشعرك بضعف الثقة بالنفس، لأن أحد معززات الثقة هو التحدث بطلاقة أمام الجميع دون خجل.

عليه، أنصحك بما يلي:

- تصرفي على طبيعتك، وأنتِ تمشين في الشارع، افترضي أنه خال من الناس، وحاولي أن تسترخي وتريحي أعصابك، تنفسي بشكل طبيعي، أريحي عضلات وجهك وعنقك وأكتافك ويديك، لا تلتفتي إلى نظرات الناس، كرري ذلك، ستشعرين بالارتياح.

- تأنِ قبل الإجابة أو الكلام، لا تتحدثي بسرعة لتخفي خجلك فهذا يزيد من توترك، بل أعطِ وقتاً للتفكير لكي تعبري عن ما يجول في خاطرك بشكل مناسب.

- حددي جميع المواقف التي تخجلين فيها، واكتبيها، وكل ما كتبت موقفا اكتبي مقابله مبرراتك لماذا تخجلين مثال: "أخجل عندما أرى مجموعة من الشباب في الشارع " الآن اكتبي مبرراتك: مثلاً: لأن عددهم كبير، لأني أخاف أحدهم أن يتفوه بكلمة مسيئة، أو لأنهم شباب فقط، وهكذا مع بقية المواقف.

بعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرئيها بتروٍّ، وانظري هل المبررات تستحق كل هذا الخجل، مقارنة بالموقف؟! وكلما كتبت أكثر ستصبحين أكثر وعياً وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج سيقل عندك مستوى الخجل، لأنك كلما واجهت موقفاً يخجلك ستضعين مبرراً لهذا الخجل، وسرعان ما تتحررين من هذا الشعور بعد تكرار ذلك في أكثر من موقف.

- تواصلي وتفاعلي اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبني هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة، ويجعل شخصيتك أكثر تماسكاً في معظم المواقف.

- ابحثي في ذاتك عن نقاط قوتك، ولا تبحثي فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتطويرها، فهذا سيجعلك شخصاً اجتماعياً، وأكثر تفاعلاً وكفاءة، وستتغلبين على نقاط ضعفك.

- اصغي جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعيه، وقدمي أفكارك في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة، ولم يهتم لها الطرف الآخر.

- أثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله، واحرصي على التواصل بصرياً معه، وقومي بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك، لكي تتمكني من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة الخجل من الرد أو التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن إيمان

    بارك الله فيكم ، بإذن الله لن يحصل إلا الخير ، شكرًا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً