الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي تريد التحدث معي كل يوم وأنا أخاف الله..أرشدونا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

حياكم الله:
نسأل الله أن يجعلكم خيرا للأمة، وعونا لها في حل مشاكلها.

بفضل الله عز وجل تقدمت لخطبة فتاة على سنة الله ورسوله، والحمد لله تمت موافقة أهلها علي، بعد ما تأكدوا من أخلاقي وديني.

بعد حوار مع أهلها اتفقت معهم أن عقد قراني بها سيكون بعد سنتين، نظراً لعدم قدرتي حالياً على ذلك، وعلى هذا الأساس سيكون العرس مباشرة بعد القران.

سؤالي: حول حواري مع خطيبتي (من عائلة ملتزمة): حقيقتة أنا أراعي جميع الضوابط الشرعية في حواري معها، ولله الحمد، لدرجة أني اضطررت معها كثيراً أن لا نتحدث إلا للضرورة القصوى، لكن محاولاتي معها يتكللها دائماً الفشل وترفض بمبرر أنها تحبني، وأدمنت الكلام معي، ولا تستطيع التوقف عن محادثتي.

حالياً أتحدث معها 4 أيام في الأسبوع فقط في الليل، لكن هي تريد أكثر، تعلقت بي كثيراً كما قالت، وفي الحقيقة أنا كذلك، لكن أستطيع أن أصبر، كذلك أخاف أن أترك حواري معها ويستدرجها شيطان لأفعال تعصي بها الله وتسقط من عيني! خاصة أنها في سن المراهقة -17 سنة- (مستواها دراسي بكالوريا).

لا أعلم ماذا أفعل في هذا الأمر، أسأل الله أن يوفقكم لتظهروا لي الطريق السوي كي لا أعصي ربي، أو أتركها لتعزف عني أو يستدرجها شيطان لشيء آخر، خاصة في سنها ولطول مدة عقد قراننا.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdellllah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نبارك لك ما تمَّ من الخطبة، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك إتمام الزواج، وأن يُعفّك بحلاله عن حرامه.

ثانيًا: نشكر لك – أيها الولد الحبيب – حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى، وعدم تجاوزها، وهذا دال على حسنٍ في إسلامك، ونرجو الله تعالى أن يكون سببًا في توفيقك في حياتك.

ثالثًا: موقفك هذا صحيح بلغ الغاية في الصحة – أيها الحبيب – وهو عدم التحدث مع الفتاة المخطوبة إلَّا فيما تدعو إليه الحاجة، وبكلامٍ ليس فيه لين وخضوع وعبارات الحب ونحو ذلك؛ لأن المخطوبة لا تزال أجنبية قبل العقد، فلا يجوز لك أن تتعامل معها إلَّا كما تتعامل مع غيرها من النساء الأجنبيات، فما فعلته أنت هو الصواب؛ لأن الله تعالى يقول مُخاطبًا أُمَّهات المؤمنين وهنَّ أطهر النساء؛ فكيف بغيرهنَّ من النساء، قال سبحانه: {فلا تخضعن بالقول}، وأمرهنَّ بالحجاب في آياتٍ كثيرة، وأمر الرجال بغض البصر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وغير ذلك من التعليمات والتوجيهات الشرعية التي قصدُ الشارع منها حفظ الإنسان رجلاً كان أو امرأة عن الوقوع في حبائل الشيطان وشِراكه.

إذا كنتم ستتمكّنون من إبرام العقد فهذا أحسن، وبعد العقد يجوز لك منها الكلام والنظر وغير ذلك؛ لأنها تكون زوجة لك.

إذا لم تتمكّنوا من تعجيل العقد، فنصيحتُنا لك أن تُحسن وصية هذه الفتاة عن طريق أُمِّك وأقاربك الفتيات والنساء، أن تُحسن التواصل معها عن طريقهنَّ، ليكنَّ مانعًا من الدخول فيما لا يُحسن الدخول فيه من الكلام، فإذا أردتَّ أن تُحادثها أو تكتب إليها شيئًا فليكن في حضور والدتك، وبإمكانك أن تُرسل لها رسالة تُبيِّن لها فيها هذه الأحكام الشرعية، وأن هذه الطريقة هي الطريقة التي تحفظ لكما سعادتكما في الحاضر والمستقبل، فإن بناء الحياة على تقوى الله تعالى سببٌ أكيد في السعادة ونزول البركة وحصول الاطمئنان والسكينة.

نأمل إن شاء الله تعالى أن تتفهم هي هذه المواقف، وتَعِدَها بأن الأيام ستنتهي قريبًا وتمرُّ سريعًا، ولن تشعرا إلَّا وأنتما في بيت الزوجية تغمركما السعادة وتحفُّكما البركة بسبب امتثالكم لما أراد الله تعالى منكم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً