الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشعور بالغربة عن الواقع، ما العلاج؟

السؤال

أنا مريضة فصام، وعند ذهاب الهلاوس أشعر بأن كل شيء غريب عني، وكأني فاقدة للذاكرة، حتى عند مشاهدة الهاتف والتلفاز أشعر كأنهم غير مألوفين عندي.

كنت أشرب دواء نوديب 50mg حبة، وريسبيريدون 2mg، وعندما أخبرت الطبيب قال لي: اشربي حبتين من (نوديب) والآن مر أسبوعان وما زال ذلك الشعور بالغربة عن الواقع وعدم الاتصال به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أنت ذكرت أنك مريضة بالفصام، والذي يظهر أنه بفضل الله تعالى هو فصام من الدرجة البسيطة جدًّا، لأن الـ (ريسبيريدون) بجرعة اثنين مليجرام لا يُعالج مرض الفصام، إنما يمكن أن يكون جرعة وقائية في حالة أن مرض الفصام من النوع البسيط جدًّا وغير الشديد، والذي لا يُؤثّر على مدارك الإنسان كلها. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: ما تعانينه الآن هونوع من التغرُّب عن الذات، الإنسان حين يُشخص بحالات الفصام أو بالاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب - كأمراض فصامية وذهانية - لا بد أنه يُصاب بشيء من القلق والتوترات الداخلية، وهذا قد يؤدي إلى نوع من بالشرود الذهني وضعف في التركيز والشعور التغرب من الذات، وهذا أيضًا يندرج تحت ما يُسمَّى بـ (اضطراب الأنية)، وهذا المصطلح مصطلح واهٍ جدًّا ولا يقوم على ركائز معيارية تشخيصية حقيقية.

إذًا اعتبري أن هذا نوع من الفصام البسيط، وطبعًا بما أن الهلاوس كانت تسيطر وتستحوذ على جزء كبير من التفكير حدث أيضًا نوع من الفراغ الذهني النسبي، وهذا أيضًا يفسّر حالتك.

أنا أعتقد أنك محتاجة لبعض الترتيبات البسيطة، أولها أن تتجنبي السهر، أن تحرصي على النوم المبكّر، هذا يؤدي إلى راحة كاملة لخلايا الدماغ والموصلات العصبية، ممَّا ينتج عنه ما يمكن أن نسميه بـ (ترميم النفس)، وهذا يؤدي إلى راحة كبيرة، يستيقظ الإنسان مبكّرًا، يؤدي صلاة الفجر، يؤدي أذكاره في هذا الوقت الطيب والجميل، وقت البكور، والإنسان حين يبدأ هذه البدايات الطيبة لا شك أنه يحس بتحسُّنٍ كبير. تلاوة القرآن بتدبُّرٍ وتمعّن أيضًا تُحسّن من مستوى التركيز واليقظة عند الإنسان، فاحرصي على ذلك.

الأمر الآخر هو: أهمية ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، فهي مفيدة جدًّا. أيضًا يجب أن تحسني إدارة الوقت من خلال الأعمال المنزلية، المشاركات الاجتماعية، الجلوس مع الوالدين، الاهتمام بغذائك أيضًا، القراءة، الاطلاع...هذا كله يجعلك أكثر ارتباطًا بالواقع، وأن تستشعري بذاتك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: عقار (سيرترالين) دواء جيد، وجرعة المائة مليجرام حقيقة جرعة وسطية ممتازة، فاستمري عليها كما نصحك الطبيب، لكن أرجو أن تطبقي الإرشادات السلوكية والاجتماعية التي ذكرتها لك، فهي سوف تكون أفيد بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً