الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوجني شاب وكان يحبني ثم بدأ يتغير تجاهي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة بعمر ٢٠ سنة، تم كتب كتابي على شاب، أنا أعيش ببلد وهو يعيش في بلد آخر، سافر إلى بلدي، وتم كتب كتابنا بعد سنة تعارف بعلم أهلينا بالطبع، في بداية العلاقة كان يظهر لي أنه يريدني، وبعد فترة نفر بشكل فظيع وأصبح لا يريدني! المشكلة أني أعيش في بلد أجنبي والطلاق بقانون البلد لا يسمح به إلا بعد خمس سنوات.

لا أعلم ماذا يجب علي أن أفعل؟ علاوة على ذلك أنا أحب الشاب كثيراً؛ لأني قضيت وقتاً طويلاً معه، (سنة تعارف وسنة خطبة) نحو سنتين بالمجمل.

أنا صابرة وأتحمل كل القسوة، ولا يوجد بيدي حيلة لأنفصل بسبب القانون، ولا أعلم ماذا يجب علي أن أفعل، أرجو النصيحة، لقد دعوت الله كثيراً أن يصب محبتي في قلبه، ولا زلت أدعو ولكن يبدو أن الشاب لا يريد أن يكمل بأي شكل من الأشكال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Raghad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك.

بنيتي الحبيبة: أشعر بك وكم هو مؤلم أن نصدق أنَّ الحلم الوردي أصبح كابوسًا لا نستطيع التخلص منه أو الابتعاد عنه، ولكن عندما نهدأ ونحضر ورقة وقلماً، ونكتب كل ما حصل معنا من سلبيات وإيجابيات سنجد أنَّنا نحن من أخطأنا بحق أنفسنا وتناسينا بلحظات الضعف ما أوصانا به ربنا الكريم في كتابه الحكيم، وما أخبرنا عنه المصطفى خلال الأحاديث الشريفة.

إذا كان اختيار الزوجة الصالحة ضرورياً وهاماً؛ فإن اختيار الزوج لا يقل عن ذلك في الأهمية؛ لأن الزوج هو القدوة وربّ الأسرة، وإن أهم معيار لاختيار الزوج هو أن يكون متمسكاً بكتاب الله، عاملاً بسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-؛ حيث قال: (إذا أتاكم مَن ترضَوْن دينَه وخلقه، فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرضِ وفسادٌ كبير)، قالوا: يا رسولَ الله، وإن كان فيه؟! قال: (إذا جاءكم من ترضون دينَه وخلقَه، فأنكحوه - ثلاثَ مرات).

بنيتي، قد تعترض فترة الخطوبة مشاكل عدة مثل: الغيرة، عدم الالتزام بالشرع، سوء التقدير، اللوم والبحث عن العيوب، وفترة الخطوبة هي فترة للتعرف والتأكد من صدق المشاعر والقبول، ولا يجوز للمخطوبة أن تخرج مع خاطبها قبل العقد؛ لأنها مُحرمة؛ لأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور، فالنبي -عليه صلوات ربي وسلامه- قال: "لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان".

كما أن احترام الفتاة لخطيبها له دور كبير في تحقيق التفاهم بينهما، غاليتي، لم تخبريني عما يثير الخلافات بينكما، هل هو الفارق في المستوى التعليمي والاجتماعي بينك وبينه، أم الغيرة، أم أنه يشعر بعقدة النقص؟!

هل تعلمين أن لتكافؤ الزوجين في المستوى التعليمي والاجتماعي دوراً كبيراً في خلق جو من التفاهم بين الزوجين وتحقيق السعادة بين الزوجين! فالكفاءة في الزواج أمر معتبر في العرف والشرع، وهي التي تساعد على إنجاح الزواج والاستقرار، يقول صلى الله عليه وسلم: (زوجوا الأكفاء، وتزوجوا الأكفاء، واختاروا لنطفكم).

إليك بنيتي بعض الهمسات والنصائح التي تساعدك على تهدئة الوضع مع خاطبك:-

- احسمي أمرك، واتخذي قرارك إما الاستمرار وإما فسخ العقد.

- أن تدخلي وسيطًا بينك وبينه، كإمام المسجد مثلاً ...

- انتقاء الكلمات المناسبة، والابتعاد عن الكلمات السلبية والتصرفات المزعجة التي تثير غضب الطرف الآخر.

- ابحثي عن السلبيات والإيجابيات المترتبة على قرارك، فأنت ما زلت في منزل الاهل.

- أن تفكري جيدًا وتحسني التصرف، وأن تكوني أكثر حكمة واتزانًا.

- ولا تنسي الالتزام بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، والإستخارة، وطلب التوفيق من الله عز وجل.

وفقك الله لما يحب ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً