الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالفشل والعجز في تحقيق الأمل بعد التفوق.. كيف أستعيد حيويتي؟

السؤال

السلام عليكم.
أرجوكم ساعدوني، أنا كنت من المتفوقين الأوائل في الدراسة، ثم انتقلت لأوروبا لمواصلة دراستي الجامعية هناك، ولكني أصبت بخيبة أمل، فقد مضى على وجودي هنا عامان، ولم أحقق أي نجاح، صرت أشعر أني لم أعد ممتازة كالسابق، أشعر أنني لست قادرة على تحقيق حلمي وحلم عائلتي التي تثق بي، أنا دائماً مشتتة الأفكار وأشعر بعجز فكري، لا أقدر على التركيز، وأريد تحقيق نجاحي على الأقل، وليس شرطاً لازماً أن يكون بامتياز كالسابق ولكني لا أقدر.

أرجوكم ساعدوني، أنا بأوروبا أدرس (اقتصاد ولغة الدول العربية)، وأريد أن أنجح كي أساهم في التقدم للبلدان العربية، ما السبيل للنجاح والتخلص من هواجس الفشل المسبق؟ كيف أستعيد حيويتي الفكرية المعهودة، خاصة مع ازدياد شعوري أني إنسانة فاشلة؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ Amira حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يرزقك النجاح والفلاح، وأن يلهمك السداد والرشاد وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإنك لست فاشلة، وسوف تتفوقين – بإذن الله – كما تفوقت بالأمس، فاجعلي من هذا التعثر عبرة وعظة، فإن الفشل يدفع أصحاب الهمم العالية لمزيد من الاجتهاد وهو عندهم خطوة في طريق النجاح، بل إن بعض العباقرة بدأت عنده رحلة النبوغ متأخرة وبعد أن يئس منه أهله والمعلمون.

ولا يخفى على أمثالك ممن ذاقت حلاوة النجاح أن الأمر يحتاج إلى اجتهاد بعد التوكل على الكريم الفتاح، وأحسن من قال:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء

والإنسان عليه أن يسعى ويجتهد، ولكن ليس عليه إدراك النجاح، فإن التفوق منحة من الله وما عند الله إنما ينال بطاعته وبكثرة اللجوء إليه بعد الأخذ بالأسباب، ونحن ننصحك بما يلي:-

1- التفاؤل، فإن رسولنا كان يحب الفأل الحسن ويكره التشاؤم فتفاءلي بالخير تناليه.
2- أكثري من الحديث عن النجاح، وجالسي الناجحات، وتحمسي للقراءة والمذاكرة، وتذكري كلام الشافعي رحمه الله ((ليس أحد أصغر من أن ينجح)).
3- كرري وحاولي وجدي واجتهدي، واعلمي أن الكسائي تعلم من النملة، وليت من يحاول ألفاً يزيد مرات بعد الألف.
4- أكثري من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكرري العبارات الإيجابية، وضعي أمامك كلمات تذكرك بالله وتدعوك للاجتهاد.
5- تبادلي وجهات النظر، وشاركي من حولك بإيجابية وحيوية.
6- اعملي الخير وساعدي المحتاجين، وكوني في حاجة الضعفاء ليكون الله في حاجتك، واعلمي أن من يسر على معسرٍ يسر الله عليه.
7- اجتهدي في بر والديك، وصلي رحمك، وأطيعي ربك، واعلمي أن التوفيق بيده، وأنه لا خاذل لمن وفقه، فتوكلي عليه وثقي به وأملي ما يسرك.
8- ثقي بقدراتك ولا تحتقري نفسك، وقد كنت بالأمس ناجحة موفقة.
9- اخلصي لله في نيتك واحتسبي واصبري، واصدقي مع نفسك، واستعيني بالله ولا تعجزي، ولا تقولي: لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن رددي في يقين: (قدر الله وما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
10- لا تنظري إلى الوراء ولا تحزني على ما فات واستقبلي يومك وحياتك بأمل جديد وروح جديدة.

واعلمي أن أهم ما يعين على النجاح هو طاعة الكريم الفتاح، فتذكري أنك مسلمة منقادة لله فحافظي على حجابك وسترك وابتعدي عن مواطن الرجال وصادقي الصالحات وتذكري أن ابن مسعود قال كنا نقول: ((إن الخطيئة تنسي العلم))، وقد أحسن الشافعي في قوله:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي

ونسأل الله أن يرزقك السداد والثبات، وأن يحفظك وينفع بك بلاده والعباد.
والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً