الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع من قام باختراق هاتفي أكثر من مرة؟

السؤال

السلام عليكم

كيف أتصرف في حالة أن أحد الأشخاص ممن يدرسون في جامعتنا قام باختراق هاتفي من بعيد؟ يعني هو شخص يعرف في الاختراق، فهو يتجسس فقط دون أن يهددني بشيء، يعني لا يمكن الشكوى منه، وقد ذكرته بالله بطريقة غير مباشرة، وأن هذا حرام ولم يترك الأمر، وبعد إصلاح هاتفي كرر فعله!

لاحظت أن لديه اضطراباً في بعض سلوكياته، ما الحل؟ وكيف أخرج من هذا المأزق؟ علماً أنه يستعمل بروفايلات لا تحمل اسمه، وبالتالي لا يعاملني بطريقة مباشرة، ولو ذهبت إليه سينكر كل شيء لكنني متأكدة أنه هو، وهو متأكد أنني أعرف

كيف أخرج؟ وهل أحاسب عند الله لأنني سعيت لإصلاح هاتفي فكرر فعله؟ يئست الآن من إصلاح هاتفي، ولا يوجد في المكان الذي أسكن فيه من يعرف هذا! كيف أخرج من هذه الدائرة التي أرهقتني؟ علماً بأن لديه اضطراباً في شخصيته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

هذا الشخص الذي تذكرينه وأنه يحاول اختراق هاتفك، إن كان هذا حقيقة وليس توهمًا منك، فننصحك بالتالي:

أولاً: عليك الاستعانة بأقاربك كوالدك وإخوانك أو مَن يليهم إذا لم يُوجدوا، فلا بد أن تضعي هذه القضية في نطاق الأسرة، وأن يعرف الجميع أنك عُرضة لهذا النوع من الاعتداء؛ حتى يتمكّنوا من إعانتك ومساعدتك قبل وقوع الاعتداء، وحتى يتمكنوا أيضًا من إعانتك ومساعدتك فيما لو وقع، ويكون الجميع على علم ومعرفة بما أنت متعرضة له.

الأمر الثاني: اتخاذ أسباب الاحتياط والحماية لجهازك، فإنه ربما يتوصّل إلى بعض الملفات أو الصور التي يحاول ابتزازك من خلالها، فكوني حذرة في هذا. ومن الحذر أيضًا: أن تحذفي من هاتفك كل ما لا تريدين اطلاع الآخرين عليه.

الأمر الثالث: احذري التواصل مع هذا الشاب، فإنه ربما يريد من خلال هذا الفعل أن تتواصلي معه وتدخلي معه في كلامٍ ومفاوضات ثم يجرّك ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته. فتعاملي معه بحذر، والتزمي حدود الله سبحانه وتعالى، بأن تجتنبي ما حرَّم الله تعالى على المرأة مع الرجل الأجنبي عنها، فلا تتكلمي معه بكلام فيه أي خضوع أو لين، ولا تكشفي حجابك أمامه، ولا تختلي به، وبهذا تصونين نفسك وتُرضين ربَّك.

لا داعي لمحاججته ما دام سينكر ذلك ولا برهان يدلُّ عليه، ولكن اتخاذك لهذه الاحتياطات والتدابير سيصرفه عنك وسيعلم أنك في مكانٍ مصون لا يقدر على الوصول إليك.

نسأل الله سبحانه وتعالى لك الحماية والهداية والصلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً