الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من المزاج السيء والحزن المفاجئ، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أمتن بشكري لموقعكم المبارك.

مضمون استشارتي هو أني في هذه الأيام الأخيرة أعاني من تراجع في المزاج مفاجئ، وأعاني من المزاج السيء والحزن المفاجئ، وبعض الأحيان أقوم بالبكاء.

هذا شعور الحزن لا يأتي دائماً أو يومياً، فأنا أغلب الأوقات بحالة مزاج جيدة، ونشاط، لكن بعض الأحيان فقط تأتيني نوبة حزن.

أضيف أني قرأت عن الاكتئاب ولا أعلم هل تشخيص حالتي الاكتئاب أم لا؟ لأني سابقاً مررت بظرف خاص أو صدمة نفسية، كان الظرف حزيناً ومؤلماً بالنسبة لي، والآن انتهى هذا الظرف، ولله الحمد.

لا أعلم هل الحزن المفاجئ أثر الصدمة التي مررت بها؟ علماً كنت بأني أعاني سابقاً من الوساوس القهرية، وتغلبت على الوسواس مؤخراً، لكن لا تزال بعض آثاره.

للعلم أنا لست فاقداً للذة في الأشياء الجميلة كما يحصل لمرضى الاكتئاب، بل أشعر بلذة الأشياء الجميلة، وأشعر بالمتعة في ممارسة هواياتي،
فقط تأتيني أوقات حزن فجأة دون سبب.

أعتذر عن الإطالة لكن أردت توضيح حالتي بشكل جيد، ولا أعلم إن كان كلامي وافياً لتشخيص حالتي؟!

شكرا لموقعكم ولمجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

حالات العُسر المزاجي المفاجئة وقصيرة المدة ظاهرة معروفة، وتأتي تحت الاضطرابات المزاجية من الدرجة البسيطة، وهي لا تُعتبر اكتئابًا نفسيًّا حقيقيًّا، وأهم علاج لها هو: ألَّا يتوقّعها الإنسان، بعض الناس حين تحدث لهم هذه الاضطرابات المزاجية وبعد أن تختفي يبدأ الإنسان في تحليلها، ويكون واقعًا تحت التخوّف منها، وهذا يُولِّد نوعًا من الوسوسة، وأنت أصلاً ذكرت فيما مضى أنه كانت لديك بعض الوساوس القهرية.

أنا أطمئنك أن هذا ليس باكتئاب، لا تكترث له، تجاهله تمامًا، ويجب أن تقوم بخطوات عملية، أهمها: أن تكون مستثمرًا للوقت بصورة صحيحة، استثمار الوقت والاستمتاع به والاستفادة منه هي من الأشياء التي تجعل المزاج في أفضل حالاته، ولا بد أن تضع جداول يومية لإدارة الوقت.

أهم ما تبدأ به هو: أن تنام نومًا ليليًّا مبكِّرًا، تجنب السهر، النوم الليلي المبكّر يؤدي إلى استقرار تام في الخلايا الدماغية والخلايا الجسدية، ويضع الإفرازات والمواد التي لها ارتباط بالموصِّلات العصبية في حالة ممتازة وحالة استقرار وحالة نشاط إيجابي.

الإنسان حين ينام مبكِّرًا سيستيقظ مبكِّرًا، يؤدي صلاة الفجر في وقتها، وهذا أعظم ما يبدأ به الإنسان يومه، ومن المهم جدًّا أن تكون لك أنشطة صباحية بعد ذلك.

طبعًا بعد الصلاة والاستحمام وشرب الشاي يمكن أن تبدأ تدرس، قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي، يمكن أن تدرس لمدة ساعة، وأثبتت التجارب أن الدراسة في هذا الوقت تُعادل من حيث الفائدة مرتين إلى ثلاث ممَّا قد يستفيد منه الإنسان إذا درس أو ذاكر في وقتٍ آخر، والإنجازات الصباحية الإيجابية دائمًا تُحسِّنُ الدافعية عند الإنسان للمزيد من الإنجاز، هذا أمرٌ مهم.

الرياضة أيضًا مهمّة جدًّا في حياتك، الرياضة تقضي تمامًا على هذا العُسر المزاجي المفاجئ والقصير المدى.

الترفيه عن النفس، وأن تكون دائمًا لديك نظرة مستقبلية، تكون لك آمال، تكون لك طموحات، تكون لك أهداف، تكون شخصًا له قدرة على التخطيط، وأيضًا التواصل الاجتماعي، والترفيه عن النفس كلها أشياء مهمة جدًّا للقضاء التام على هذا العُسْر المزاجي البسيط والمتقطع.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً