الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني تجاوز مشكلة التوتر؟

السؤال

السلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكر جميع الأطراف التقنية والصحية والتربوية التي تسهر على هذا الموقع الرائع والمفيد جدا.

أنا شاب، عمري 25 سنة، موظف، أعاني من التوتر الذي ينتابني كلما كانت لدي مقابلة عمل، أو مقابلة امتحان شفوي، أحس برجفة في اليدين، وخفقان في القلب، وأبلع ريقي، ويرتجف جسدي من دون أن أسيطر عليه.

ينتابني هذا التوتر عندما كنت في الجامعة، وكان الأستاذ يطرح سؤالا، وكنت أدعو الله ألا يوجه لي السؤال؛ لكي لا أحرج، واليوم قررت أن أزور الطبيبة، فوصفت لي دواء (alivar 50mg) حبتين في اليوم صباحا ومساء، و(Extra mag).

دكتور: أفدني جزاك الله خيرا، هل هو دواء فعال لحالتي؟ وكيف يمكنني تجاوز هذا المشكلة؟ أرجو منكم إجابتي في أسرع وقت ممكن، وأتمنى لكم السداد والتوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت تعاني من درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، فأرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأنا أؤكد لك أن لا أحد يُراقبك، وأن ما تستشعره من رجفة في اليدين، وخفقان بالقلب، وصعوبات في بلع الريق؛ هي تجارب شخصية ولا أحد يطِّلع عليها أبدًا، لأن معظم الإخوة الذين يعانون من قلق المواجهات أو الرهاب الاجتماعي دائمًا حين تأتيهم هذه الأعراض يعتقدون أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف، وأن الآخرين يُلاحظون تلعثمهم أو رجفتهم أو تعرُّقهم، وهذا كله ليس صحيحًا.

أمر آخر أنصحك به، وهي: المواجهات الجماعية المتدرجة، هذه ممتازة جدًّا، مثلاً أن تمارس رياضة جماعية، كلعب كرة القدم مع مجموعة من الشباب، أن تكون دائمًا حاضرًا في صلاة الجماعة في المسجد، في الصف الأول، أن تُشارك الناس مناسباتهم، هذا يُعطيك حقيقة ثقة كبيرة جدًّا في نفسك.

وفي ذات الوقت أريدك أن تُمارس التمارين الاسترخائية؛ فهي مفيدة جدًّا، توجد برامج كثيرة عن تمارين الاسترخاء موضحة على اليوتيوب، فأرجو أن تستعين بأحد هذه البرامج.

بالنسبة للأدوية التي وصفتها لك الطبيبة: الـ (إليفار alivar) خمسين مليجرامًا: هو عبارة عن مضاد للقلق حقيقة، ويُسمَّى (سولبيريد Sulpiride)، وله اسم تجاري آخر (دوجماتيل Dogmatil)، هو دواء جيد جدًّا لعلاج القلق، لكن لا أعتقد أنه دواء تخصُّصي في علاج المخاوف.

أمَّا الدواء الثاني وهو الـ (Extra mag): هذا مركّب مغنيزيوم، عبارة عن أملاح أمينية، مفيدة لتحسين الصحة النفسية بصفة عامة، لكن مع احترامي الشديد للطبيب لا أراه دواءً تخصُّصيًّا في علاج المخاوف.

أفضل دواء تُضيفه لهذه الأدوية هو عقار (سيرترالين Sertraline)، والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت Zoloft) وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر. شاور طبيبتك حول هذا الدواء – أي السيرترالين – وأنا متأكد أن الطبيبة سوف تقوم بإضافته لأدويتك هذه، وحتى إذا أوقفت الـ (Extra mag) لا بأس في ذلك، لأنه لا أراه علاجًا تخصُّصيًّا لعلاج المخاوف الاجتماعية.

سوف أذكر لك جرعة السيرترالين. تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة يوميًا – أي خمسين مليجرامًا – لمدة شهرٍ، ثم تجعلها حبتين يوميًا – أي مائة مليجرام – لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا – أي حبة واحدة – يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

السيرترالين دواء ممتاز، دواء فاعل، ودواء سليم جدًّا، وغير إدماني، وقطعًا لا يتعارض أبدًا مع الإليفار، ولا حتى مع الـ (Extra mag).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً