الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعلق السريع بالآخرين وكيفية التخلص منه

السؤال

السلام عليكم.

في أحد الأيام تعلقت تعلقا شديدا بفتاة، ولم يكتب لها النجاح، وأنا أعاني بشدة، ولم أستطع النسيان، كان الألم والحزن يدمران حياتي، ولكن بعد أن تناولت دواء يشبه (السبراليكس) استطعت أن أنسى هذه الفتاة بسرعة، بعدما أصبح مفعول الدواء يعطي نتيجة، ولكن مشكلتي في التعلق الشديد بسرعة، حتى ولم أرَ الشخص، وعدم نسيانه بسهولة إلا بعد ألم شديد.

الآن خطبت فتاة هي موافقة، أما أمها رافضة، المشكلة أنني تعلقت بها بسرعة ولم أستطع نسيانها، فهل يمكنني حل هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحياناً يصل الحال بالإنسان إلى "التعلق المرضي" حيث لا يستطيع الإنسان الفكاك من هذا التعلق إلا بصعوبة، نتيجة لحجم وعمق الارتباطات بالطرف الآخر، ومن العوامل التي تزيد من هذا التعلق: الفترة الزمنية التي نقضيها مع الطرف الآخر، والتجانس الفكري والسلوكي، والجاذبية في الروح والشكل.

للتعلق "المفرط" تفسيرات نفسية لها علاقة بفترة الطفولة التي مر بها الشخص الذي يعاني عندما يكبر من تبعات الانفصال، فعلى الأرجح أن يكون هذا الشخص قد نشأ على التعلق المبالغ فيه بالأم، من خلال حمايتها المفرطة له أثناء فترة الطفولة، وعلى أية حال، فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك في تخطي مشكلتك بمشيئة الله:

- لا تنتظر توقعات عالية الآخرين؛ لأنك سوف تعاني من ذلك، وقد حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على الاعتدال في العلاقات فقال: (أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما) رواه الترمذي.

- تذكر أن الحياة لا تقف عند شخص معين، سوف ترى أناسا كثيرين وتدخل في الكثير من العلاقات أثناء مسيرتك الدراسية والعملية، وحاول أن تكون تلك العلاقات ضمن الحدود الشرعية التي حثنا عليها ديننا الحنيف، ففي ذلك حفظ للتوازن النفسي والعاطفي.

- لا تحاول تقصي أخبار تلك الفتاة في مواقع التواصل الاجتماعي، أو السؤال عنها، وعندما يبدأ يسيطر عليك التفكير بهذه الفتاة قم على الفور، وغير مكانك، أو قم بأي نشاط حركي، رياضة، كتابة، مشي، أو اختر موضوعاً بديلاً يخصك شخصياً للتفكير فيه.

- اهتم بنفسك وشؤونك واجعلها هي أولوياتك.

- لا تذهب إلى الأماكن التي كنت تذهب إليها أثناء علاقتك بالفتاة، ولا تستخدم نفس العطر، الذي كنت تستخدمه في الماضي، عندما كان بينكما علاقة.

- انظر للأمر من وجهة نظر أخرى، فالفتاة اختارت حياتها وانشغلت بشؤونها ومستقبلها، وأنت أيضاً عليك البدء من جديد بعلاقات صحية متوازنة قائمة على الارتباط الشرعي بما أحله الله.

- تحدث باستمرار مع صديق مقرب منك، فهذا سوف يخفف عليك الكثير.

- واظب على صلواتك في وقتها فهي تعمل على إحداث الاطمئنان والسكينة في قلوبنا. يقول الله عز وجل { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها. { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }.
 أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً