الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر وتفكير زائد، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

إخواني وأخواتي القائمين على موقع إسلام ويب: لكم مني خالص الشكر والامتنان على الجهود المبذولة في هذا الموقع الرائع والمفيد.
وبعد:

أنا شاب بعمر 27 سنة، أعاني منذ فترة طويلة من اكتئاب وتفكير زائد وتوتر، وقد أثر هذا على حالتي الجسمانية فصرت أعاني من أعراض القولون العصبي، وألم بسيط في الجهة السفلية من القلب، وتشنجات في بعض العضلات والأعصاب، وصعوبة في التنفس، ونوم غير منتظم، وغير مريح، وعانيت من ما يسمى باللقمة الهستيرية، ولم يتوقف الأمر هنا بل أصبحت أميل إلى الانطواء عن العالم، وفقدت ثقتي بنفسي، وصرت أرى أن الجميع أفضل مني، ولا أستطيع أن أضع عيني بعين من أتكلم معه.

الأمر الذي دفعني إلى زيارة طبيب نفسي وقلت له عن هذه الأعراض، وقال لي: إن هذا كله من التوتر والقلق والانفعال، فوصف لي دواء باروكسيتين 10مغ حبة واحدة صباحاً، و(ايزوبتيل) نقطتين قبل النوم.

الآن عندي شهر ونصف، وأنا أتناول هذا الدواء ولكن الشعور بالتحسن بسيط، ويكاد أن يكون معدوماً ولكن شعرت ببعض التحسن الخفيف، فهل هذا التحسن البسيط طبيعي؟ وهل تنصحوني بإكمال الدواء كما أوصاني الطبيب؟ وهل هذا الدواء يفيد حالتي؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

أنت لديك حالة من حالات القلق والتوتر، وربما هنالك عُسْرٍ بسيطٍ في المزاج لا أريدك أن تُسميه اكتئابًا، ولديك أعراض جسدية، خاصة متمركزة حول الجهاز الهضمي، وهذه الحالة نسميها بالحالات النفسوجسدية، أي أنه توجد أعراض جسدية لكن سببها ليس عضويًّا، إنما سببها ومنشأها منشأ نفسي.

هذه الحالات حالات بسيطة، وتتطلب نمطًا حياتيًا إيجابيًا، وإيجابية نمط الحياة لا يمكن أن تكتمل إذا لم يُنظم الإنسان وقته ويتجنب السهر ويحرص على النوم الليلي المبكّر، ويستيقظ مبكّرًا، ويؤدي صلاة الفجر في وقتها، ويبدأ يومه بكل همَّةٍ ونشاط، لأن البكور فيه خيرٌ كثيرٌ جدًّا، والإنجازات الصباحية دائمًا تعطي اندفاع ودفع إيجابي للإنسان ليكون لديه المزيد من الإنجازات.

أيضًا الرياضة بدونها لا تكتمل الصحة النفسية أو الجسدية.

التواصل الاجتماعي – يا أخي – والحرص على الواجبات الاجتماعية، الأنشطة الأسرية، وأن تكون شخصًا مُشاركًا بصورة إيجابية في أسرتك، وأن تكون بارًّا بوالديك.

التطوير المهني مهم جدًّا، ويجب أن يكون جزءًا أيضًا من نمط حياتك، أنت تعمل في مطعم؛ وهذا شيء جميل، وهذا شيء طيب، لا تُصغِّر من قيمة وظيفتك أبدًا، ويمكن أن تتطور، أن تتعلّم أشياء أكثر، أن تُحسن التواصل الاجتماعي مع الزبائن مثلاً..هذا كله فيه خير كثير لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية ممتازة، لكن بالفعل تحتاج أن ترفع الباروكستين إلى عشرين مليجرامًا، العشرة مليجرام هي الجرعة البدائية أو جرعة الابتداء، لكن الجرعة العلاجية هي عشرين مليجرامًا.

علمًا بأن الجرعة الكلية تصل حتى ستين مليجرامًا، لكنك لست في حاجة لجرعة الأربعين أو الستين مليجرامًا، عشرين مليجرامًا ستكون جرعة كافية، ستؤدي -إن شاء الله- تعالى إلى بناء كيميائي سليم، وستحسّ بفائدة الدواء، بشرط أن تُطبِّق ما ذكرتُه لك من تطبيق نمط حياة إيجابي، هذا يفيدك كثيرًا، وتواصل مع طبيبك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً