الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة بشأن الخاطب، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أولاً: أقدر لكم مجهودكم وما تبذلونه في سبيل مساعدة الناس وهدايتهم لطريق الحق، وفي ما يرضي الله ورسوله فجزاكم الله كل خير.

أنا في حيرة من أمري وسؤالي هو:

تقدم لخطبتي شاب حسن المواصفات، ولم أرَ فيه ما يستدعي الرفض، وأهلي مرحبون بالموضوع وسعيدون بذلك، ويرون أنه الوقت المناسب والشخص المناسب لي، ولكني أشعر بأني غير مستعدة للزواج الآن، وأنني غير متقبلة للموضوع في هذا الوقت، صوت داخلي يقول لي أنني أود الرفض بسبب عدم قناعتي وخوفي، وأنني أريد أن أرى فيه أي عيبا أو سببا يحتاج الرفض حتى أرفض، لذا أتساءل في نفسي ربما ليس وقته، أو أن شعوري هذا يعني أنني يجب أن أرفض، وأنه ليس الشخص المناسب أو الوقت المناسب للزواج، فلو كان خيراً لي لشعرت بالراحة ورحبت بالموضوع، ولم أقلق حيال الأمر، ولكن من جهة أخرى عقلي يقول لي أنه ربما الفرصة المناسبة، وأني ربما أندم مستقبلاً إن رفضته، ولا أريد إحزان والديّ، وأريد إسعادهما برغبتهما بزواجي، كما تخبرني صديقاتي أن الخوف والقلق أمر طبيعي والشعور بعدم الاستعداد أيضاً شعور طبيعي تشعر به جميع الفتيات في هذه المرحلة، لذا أفيدوني من فضلكم إن كان لكم علم بمثل هذه الحالة ما يتوجب علي فعله!

مع العلم بأنني قد استخرت، وسأستمر بالاستخارة إن شاء الله، ولكن ما زلت خائفة من الموضوع، دعواتكم لي بأن يكتب لي ربي ما فيه خير لديني ودنياي وآخرتي، وما يسعد أهلي.

لكم مني جزيل الشكل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م. ا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُصلح الأحوال.

لا شك أن الشاب المذكور بالمواصفات العالية فرصة نادرة، أرجو ألَّا تفرِّطوا فيها، ومن سعادة الفتاة أن تجد شابًّا مرضي الصفات، مرضي الدِّين والأخلاق، وترضاه الأسرة، وتتحمّس لإكمال المشوار معه. وأهل الفتاة هم أحرص الناس على مصلحتها، وأعرف الناس بما ينفعها، ولذلك أرجو أن تستمري في هذا الأمر، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الخير.

النقطة الثانية المهمة التي أريد أن أنبّه إليها وقد أحسنت الصديقات وصدقوا، يعني: هذا القلق وهذا الاضطراب شيء طبيعي في هذه المرحلة، لأن الفتاة تخاف من المجهول، تخاف من أن تخرج من بيئة اعتادتْ عليها، تقلق من فراق الأهل، تخاف من تحمُّل المسؤوليات، تخاف من الدخول على شخص لا تعرف طبائعه، تخاف من الخروج ممَّا ألفتْ، ولذلك هذه المشاعر لا عبرة بها، وكلُّها تتلاشى بعد الزواج، بل تتمنَّى الفتاة لو أنها عجّلت في هذا الأمر، وكذلك الشاب، لأن الزواج من السعادة للإنسان من اللذَّة المُقدمة التي أكرم الله بها عباده رجالاً ونساءً.

عليه: أرجو ألَّا تتأخري في هذا الأمر ولا تترددي، بل ينبغي أن تُسارعي وتُحققي للأهل الفرح، وأنت أيضًا تفرحي، لا تقولي من أجل أن يفرح الأهل، لا، أنت أيضًا ستفرحين وتسعدين، بل والأهل سيزداد فرحهم ويتضاعف عندما يجدوكِ سعيدة مع الشاب المذكور بالمواصفات العالية والغالية التي وردت في السؤال.

لكِ مِنَّا الدُّعاء، وأنت مثل بناتنا، ونحن لا نريد لك إلَّا الخير، وهذا ما نتمنَّاه لبناتنا جميعًا، أن تجد شابًّا بمواصفات عالية ممَّن يطرُقُ الأبواب وممَّن يُجمعُ الأهلَ على أنه فرصة مناسبة، وتوقيت الزواج مناسب جدًّا، فالعمر المذكور مناسب جدًّا في مسألة الزواج، فلا تضيّعي هذه الفرصة.

سأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً