الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بدأت أشعر بالاكتئاب فعليا، أرجو الإفادة.

السؤال

السلام عليكم

يعطيك العافية الدكتور الفاضل محمد عبد العليم، أنا صاحب الاستشارة رقم 2464940.

لم تتحسن حالتي رغم محاولاتي العديدة بتغيير نمط الحياة والتفاعل مع الآخرين والمشي، فلا زلت أشعر بالضيق والملل وفقدان المتعة والطموح، مع فقدان الشهية والاستمتاع بالأكل لمدة تزيد عن الشهر، وبعض التوتر أحيانا، إلا أنها لم تزدد سوءا، فهل علي أخذ دواء exopex أم أنه لن يفيد؟

هل العلاج السلوكي المعرفي دون أدوية يفيد في حالتي؟ علما أنها -كما ذكرت سابقا- مفاجئة، ولم تنتج عن ضغوطات نفسية، إلا إصابتي بكورونا سابقا، ولم تكن شديدة -ولله الحمد-، فأموري العائلية والاجتماعية جيدة -والحمد لله-.

ما هي نصيحتك لي؟ فأنا في حيرة كبيرة من أمري، وحاليا أشعر بالحزن لأنني بدأت أشعر أني فعليا مصاب بالاكتئاب.

جزاك الله خيرا، وشكرا جزيلا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك مرة أخرى، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وبادئ ذي بدئ يجب أن نُدرك إدراكًا تامًّا أن الإنسان إذا كان لديه أي مشكلة نفسية أو غير نفسية، إذا لم تُحلّ؛ هذا لا يعني أن الحلول غير موجودة، الإنسان قد يجرب آليات كثيرة وبالفعل لا يصل إلى حل، نقول أن الحل موجود، فقط الإنسان لم يصل إليه، وعليه أن يحاول ويحاول مرة أخرى حتى يصل إليه.

فأنا أريدك أن تكون على نفس نمط التفكير الإيجابي، أن تكون مهتمًّا بالدافعية لديك، والتي تتمثل في الإصرار على الإنجاز، والقيام بالواجبات اليومية من عمل، من تواصل اجتماعي، من عبادة، من ترفيه عن النفس، من ممارسة رياضة، هذا الإصرار على الأفعال والأعمال هو الذي يُوصل الإنسان إلى مرحلة الاستمتاع النفسي والتفكير الإيجابي والمشاعر الإيجابية، ومن خلال ذلك يُهزم الاكتئاب تمامًا.

أريدك أن تواصل إصرارك، ودائمًا تمسّك بالأمل وبالرجاء، واعلم أنه لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك -بفضل الله تعالى-، فأمورك الاجتماعية والأسرية كلها طيبة، وهذا يفتقده الكثير من الناس، فأنت مطالب بأن تُحسِّن الدافعية لديك.

ولا بأس أبدًا أن تتناول (اكسوبيركس exopex) وهو (الاسيتالوبرام Escitalopram) بجرعة أفضل ممَّا مضى، تبدأ بخمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تجعله عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذه ليست مدة طويلة أبدًا، قصدنا بها أن تكون المدة مدة صحيحة ومعقولة، والتدرُّج العلاجي من حيث بناء الجرعة ثم لنوصلها إلى الجرعة العلاجية، وبعد ذلك ننتقل إلى الجرعة الوقائية، ثم التوقف المتدرّج عن الدواء بهذه الكيفية سوف يتم البناء الكيميائي الصحيح، -وإن شاء الله تعالى- تنتفع من الدواء، مع أهمية التطبيقات النفسية والسلوكية والاجتماعية والإسلامية، هذه كلها مهمّة، ويجب أن تكون الرزمة العلاجية متكاملة، -وإن شاء الله تعالى- حالة عُسر المزاج هذه سوف تختفي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً